التعاون السوري العراقي في مواجهة الإرهاب
مع قرب نهاية تنظيم داعش الإرهابي في سوريا والعراق، ومع تقدم الجيش العربي السوري في مدينة دير الزور ووصوله إلى الحدود مع العراق تتضاعف جهود التعاون الأمنيّ والعسكريّ بين سوريا والعراق بشكل لافت للنظر، حيث قام الطيران العراقي باستهداف منطقة البوكمال قبل قيام الجيش العربي السوري باستعادة السيطرة عليها والتي كانت تضمّ قيادات بارزة من تنظيم داعش الارهابي
وكان السيد الرئيس بشار الاسد قد تسلم في 13 من شهر تموز الماضي ، رسالة من رئيس الوزراء حيدر العبادي، سلمها مستشار الامن الوطني فالح الفياض.وكانت وكالة الأنباء السورية سانا قد أعلنت ” ان الرئيس الاسد استقبل الفياض ، وتسلم منه رسالة من رئيس الوزراء حيدر العبادي تتعلق بالتعاون السياسي والعسكري والامني بين البلدين ، خاصة في مكافحة الارهاب “.
واكد الفياض للرئيس الأسد حرص العراق على استمرار الدعم والتواصل والتنسيق مع الحكومة السورية لما لهذا الأمر من نتائج إيجابية في محاربة التنظيمات الإرهابية التي تهدد المنطقة والعالم.
من جانبه اكد الرئيس الأسد ان الحرب التي يخوضها الجيشان السوري والعراقي واحدة ، واي انتصار يتحقق ضد الارهاب في اي من البلدين هو نصر للطرفين ولكل الأطراف الجادة في محاربته والقضاء عليه .وفي سياق متصل أعلن فيصل المقداد، نائب وزير الخارجية السوري، أن هناك حاجة للمزيد من التنسيق بين الجيشين السوري والعراقي في محاربة الإرهاب. وقال المقداد ” أنا أقول إننا بحاجة إلى مزيد ومزيد من هذا التنسيق والتعاون ويتم التنسيق بشكل معلن أو غير معلن بيننا وبين الجيش العراقي وهنالك المركز الذي أنشئ في العراق للتنسيق العسكري وهو يمارس دوره بشكل أو بآخر.. نحتاج إلى مزيد من التنسيق ..هذا صحيح”
.وأضاف, لكن الحرب المعلنة على داعش في كلا البلدين هي حرب على عدو واحد وأي انتصار في العراق يخدم سوريا والعكس صحيح فأي انتصار أو إنجاز في سوريا يخدم الأشقاء في العراق
من جهة أخرى تؤكد المعطيات التي تشير إلى مشاركة محتملة للعراقيين ودور كبير ومؤثر في معركة دير الزور، و لهذا الدور أهمية أكبر في تطورات المشهد السياسي في المنطقة ، حيث أن العراق ومن خلال علاقاته الطيبة بالطرفين الأميركي والسوري سيتمكن من القيام بدور الوسيط بينهما، ما سيساعد على إعادة الاستقرار الى سوريا مجدداً.
وهذا ما أكده الخبير الاستراتيجي اللبناني غالب قنديل، “ان التعاون العراقي- السوري لمكافحة الارهاب سيمثل دوراً حاسماً للقضاء على الإرهاب” ، مشيرا إلى أن الغارة التي شنها سلاح الجو العراقي على معاقل داعش في مدينة البوكمال السورية تعد انعطافة كبيرة في الحرب على “داعش”.
وبين قنديل ، إن هذه العملية تعد انعطافة كبيرة في الحرب على داعش وايضا في مستوى التنسيق السوري العراقي في ادارة هذه الحرب ضد الارهاب في المنطقة، مؤكداً ان المعركة ضد داعش في العراق وسوريا في الواقع هي معركة واحدة حيث ان داعش والنصرة والقاعدة وكل فصائل الإرهاب التي تضرب سوريا تستهدف العراق في آن واحد.
وفي وقت سابق(” في ٢٦ سبتمبر/أيلول”) كان مصدر عسكري دبلوماسي في موسكو قد أفاد بأن روسيا وسوريا والعراق وإيران قررت إنشاء مركز معلوماتي في بغداد يضم ممثلي هيئات أركان جيوش الدول الأربع.
وأشار المصدر إلى أن الوظائف الأساسية للمركز المذكور تتلخص في جمع ومعالجة وتحليل المعلومات عن الوضع في منطقة الشرق الأوسط في سياق محاربة تنظيم “الدولة الإسلامية”، مع توزيع هذه المعلومات على الجهات المعنية وتسليمها إلى هيئات أركان القوات المسلحة للدول المشاركة في المركز.
وذكر المصدر نفسه أن إدارة المركز ستكون بالتناوب لضباط من روسيا وسوريا والعراق وإيران على أن لا تتجاوز فترة إدارة كل طرف ثلاثة أشهر. وخلال الأشهر الثلاثة الأولى، سيقوم الجانب العراقي بهذه المهمة وفقا لما تم الاتفاق عليه بين الدول الأربع.
وعبر المصدر العسكري الدبلوماسي الروسي عن اعتقاده أن إنشاء المركز المعلوماتي سيكون خطوة هامة على طريق توحيد جهود دول المنطقة في مواجهة الإرهاب الدولي وتنظيم “داعش” في المقام الأول
من جانبه يقول الخبير العسكري والاستراتيجي السوري العميد علي مقصود، لوكالة “سبوتنيك” “هناك قرار متخذ من قبل المحور الروسي — الإيراني — السوري — العراقي لمواجهة الولايات المتحدة الأمريكية التي تريد أن تفرض مشيئتها وتغير الخارطة وأن تتحدى الوجود والحضور الروسي، ولذلك الجيش السوري مصمم على استكمال تحرير الجغرافيا السورية وعدم ترك شبرا واحدا إلا وسيعود إلى حضن الوطن، وإمكانية التعاون بين الجيشين العراقي والسوري باتت كبيرة وما الضربات التي نفذها سلاح الجو العراقي على البوكمال وعلى “داعش” وهم يفرون باتجاه سوريا إلا بداية التحضير ورسم السيناريو لهذا المصير المشترك، وكذلك قيام الطائرات السورية منذ حوالي أسبوع باستهداف “داعش” في العراق، فأن كل ذلك كان يتم بالتنسيق بين البلدين عبر غرفة العمليات المشتركة الخاصة بتبادل المعلومات الأمنية”
أيا كان سبب التنسيق بين الجيشين السوري والعراقي فهو تعاون عربي عربي لمصلحة أقليمية ودولية وهي انهاء الإرهاب الذي يدعمه العدو الصهيوني ولعله يكون نواة لانطلاق عمل عربي مشترك جديد يعيد القومية العربية إلى الخارطة الفكرية للشعوب العربية وإن انتصار هذا التحالف في مواجهة الإرهاب سيكون أول عربي مشترك ناجح منذ عام ١٩٧٣ أي منذ حرب تشرين التحريرية التي جمعت الجيشين السوري والمصري في مواجهة العدو الصهيوني