يعتبر البعض ان الرهانات السياسية قد تعطيهم ميزة التنقل بين المواقف و المواقع مما يؤدي إلى ربح مكاسب سياسية أو اقتصادية…
و لكن يغيب عن ذهنهم ان الرهانات المتعلقة بالمصير الوطني تعتبر رهانات مؤقتة أمام التحدي الأكبر و هو الرهان على وطن حر و مستقل.
في الحالة السورية برزت العديد من التجارب الفاشلة و منها رهان المعارضة الخارجية على الدول المعادية أو المتخاصمة مع سوريا.. حيث قامت هذه المعارضة بوضع كل الأوراق في سلة الأمريكي و الأوروبي و حتى البلدان العربية التي حاربت سوريا…
و ماذا كانت النتيجة؟
تخلي الكل عنهم حتى أصبحوا ألعوبة رخيصة فقدت اي وجود لها او اي حضور بعد سنوات من الدلال و البذخ و شكل حضور الرئيس الأسد للقمة العربية المسمار الاخير في نعشهم.
بعض المجموعات الانفصالية المرتبطة أيضا بالأمريكي لم تتعظ من درس أفغانستان و أصبحت الآن تحت مقصلة الموت غير الرحيم من قبل العشائر العربية و قوات الاحتلال التركي… بينما يتركهم الأمريكي ليواجهوا المصير المحتوم.
حتى المجموعات المسلحة التي تعمل تحت راية الاحتلال العثماني ستواجه ذات المصير الأسود في حال حدوث أي تسوية اقليمية تبدو وشيكة لإنها راهنت على الاحتلال التركي..
لا تتوقف الرهانات الفاشلة على المعارضة الخارجية و الميليشيات الانفصالية بل وصلت إلى بعض القوى السياسية و الشخصيات الاجتماعية في الداخل السوري…
إذا اعتقد البعض إن التعاون السوري الروسي و التعاون السوري الإيراني و حتى الصيني سوف يجعل القرار السياسي للقيادة السورية مرهونا بإرادة روسيا و إيران و الصين… و بالتالي ظنوا بأن الحديث مع قيادات تلك البلدان الصديقة سوف يعطيهم مزايا تصرف في الداخل السوري على اعتبار إنهم (جاؤوا من فوق)..
لكل أولئك نقول:
لا يوجد رهان إلا على الوطن و قائد الوطن و جيش الوطن و الشعب السوري… و فقط
و هذا ليس رهان… بل مصير و مسير لن نحيد عنه…
لا يظنن احد بأن رغبات الدول الصديقة و الحليفة هي أوامر تفرض على الارادة السورية بل هي رغبات تحترم و يتم نقاشها بكل احترام و مسؤولية و يتم اتخاذ القرار الوطني السوري بعد النقاش بشكل حاسم لجهة القضايا السورية.
إن القيادة السورية و على رأسها الرئيس الأسد قادر ان يقول (لا) للصديق قبل العدو مهما كان حجم العمق الاستراتيجي و ليس أدل على ذلك من موقف السيد الرئيس تجاه الرغبات الروسية بعقد قمة مع أردوغان… لكنه رفض رفضاً قاطعاً عقد هذه القمة إذا لم يلتزم أردوغان الانسحاب من الأراضي السورية وفق برنامج زمني محدد.
و من هنا فإن رهان البعض في الداخل على أن روسيا تفرض ارادتها هو رهان خاسر… لأن القرار الاخير بيد الرئيس الأسد.
لذلك نقول للمغالين… (زبطوا ) البوصلة صح
سوريا الآن قادرة على الالتزام بما يحقق مصالحها.
لا القرار 2245 و لا الاتفاق الاستراتيجي مع الصين و لا العلاقات المميزة مع إيران.. ستجعل سوريا مسلوبة القرار السياسي السيادي