قال عنها المؤرخ ياقوت الرومي في كتابه (معجم البلدان) ما لفظه :
الفُوعة : بالضم , ولا اشتقاق له على ذلك وانما الفُوعة, بالفتح للطيب رائحته ,
وفوعة السَم :حٌمته, وفوعة النهار أوله وكذلك الليل : وهي قرية كبيرة من نواحي حلب
وإليها ينسب دير الفوعة .
وجاء في كتاب (صبح الأعشى في صناعة الإنشا) للقلقشندي : هي مدينة في الغرب من
حلب على نحو مرحلتين صغيرتين منها . على مسيرة يوم وعملها متسع ومن مضافاتها
الفوعة. وتسمى هذه الولاية الغربيات . وهي مدينة غير مسورة , وبها أسواق ومسجد
وجامع, وشرب أهلها من الماء المتجمع من الأمطار , وهي خصبة كثيرة التين والزيتون
والفوعة اليوم عدد سكانها /300000/ نسمة , من أعمال محافظة إدلب على بعد /10/
كيلو مترات من الشمال الشرقي لمدينة إدلب ,وحولها مساحات واسعة من السهول الخصبة
ترويها المياه الجوفية من الآبار الارتوازية , التي يتجاوز عددها المائة وتسورها من جهاتها
الأربع كروم الزيتون .
وهواؤها جاف ونسميها عليل, وترتفع /420/ متراً عن سطح البحر ويتبع لها مزرعتان
(الصواغية) و( الحزبية)..
وفي هذه البلدة نبغ العديد من العلماء والفقهاء على مر التاريخ , منهم: عبد الله بن حمزة
أبو الحسن بن زهرة , وابن الحسن بن عز الدين أبو المكارم, وأبو سالم ركن الدين الرابع
والمجني الفوعي ,
وفي القرن السادس عشر للميلاد , ظهر العالم والطبيب داوود بن عمر الأنطاكي الفوعي
وجاء في كتاب (معجم الأطباء) للدكتور أحمد عيسى ما لفظه :”وتوفى هذا العالم والطبيب
العام /1535/م/ في مكة المكرمة والذي لم يعرف أعلم منه في علم النباتات والأعشاب
الطبية”
كما نبغ في هذه البلدة العارف الزاهد مهنا بن الشيخ إبراهيم بن مهنا الفوعي المتوفى
العام /736ه/ وهناك قصيدة رثاء بهذا الشيخ الجليل موجودة في ديوان ابن الوردي ومنها
أسأل الفوعة الشديدة حزناً عن مهنا هيهات أين مهنا ؟
أين زين البلاد عين البرايا شيخ أهل الزمان لفظاً ومعنى؟
قدس الله قبر سر مهنا فهو من أطيب البقاع وأهنا
كما حظيت بلدة الفوعة في العهد القريب , ببعض العلماء والأدباء , ومنهم العالم
الكبير الحجة السيد محسن آل طاهر , وله كتاب في (طهارة أهل الكتاب ) وكتاب
(البيان في الحجة والبرهان ),وكتاب في (الأدعية ). وقد درس على يديه الكثير
من طلاب العلم, أصبح بعضهم فيما بعد من مشاهير العلماء .وقد انتقل إلى جوار ربه
العام /1962م/. ومنهم العلامة الشيخ إبراهيم بن الشيخ محمد علي, وقد رثاه نجله الشيخ
موسى بقصيدة نختار منها :
يا كعبة الأدباء كم من مهجة ودت لجسمك أن تكون ضريحأ
قد كنت للإسلام صارم عزه ملأ القلوب في العداة جروحاً
أبديت علمك للمهذب فاهتدى وأخو العمى والجهل ضلً جموحاً
ومنهم الشيخ موسى تقي بن الشيخ إبراهيم الآنف الذكر, درس في النجف الأشرف وعاد
إلى بلدة الفوعة ليحل محل والده بإلحاح شديد من اهالي البلدة , وله مشاركات شعرية في
الفوعة وغيرها … ومنهم الأديب الفاضل الشاعر الحاج رشيد مندو.وهو صاحب ديوان
(سوانح الأفكار ) الصادر في بيروت العام /1691م/ ومن أشعاره نختار:
أخلاي هذا اليوم عيد مؤكد وفيه بدى طير السرور يغرد
ولاحت به الأفراح من كل جانب وراحت به الأشعار تتلى وتنشد
وهب نسيم الكون فيه معطراً وشع به نور العلا يتوقد
وقد ألقيت هذه القصيدة الرائعة في دار السيد محمد حسين راغب , ترحيباً بضيف
الفوعة الكبير , العلامة الشيخ عبد الحسين أحمد الأميني النجفي , صاحب كتاب
(الغدير) الذي شرف الفوعة بدعوة من المغفور له السيد محمد حسين راغب وأقام
بداره ومنهم المجاهد الكبير والأديب المتميز السيد عبد القادر الفوعاني , صاحب كتاب
(المناظرات) ومنهم الأديب والشاعر الحاج أحمد البغدادي
ومنهم العلامة المجدد السيد محمد حسين راغب وقد رثاه العديد من الشعراء والأدباء
ومنهم الأديب حسن بغدادي نختار هذه الأبيات
أبا راغب بفقدك قد فقدنا جواداً لا يجارى في العطاء
وشمساً نورها أبداً يقود لبيت الله أفواج الرجاء
تقود مواكب الزوار دهراً إلى خير البرية في العلاء
فزوع يرتجى في كل حال لخير كان أو رد البلاء