بلدة الفوعة الغافية بكل شموخ وكبرياء وعنفوان على روعة الماضي وألقه المتوهج بالعزيمة الصادقة والإرادة الصلبة,والمتوثبة بوعي فطري موروث نحو الحياة النظيفة الجديدة والمستقبل الزاهي المأمول, نتيجة حب الأهالي لوطنهم وتضحياتهم التي ليس لها حدود, تتعرض منذ أكثر من مئة يوم إلى حصار وحشي ظالم,غير مسبوق,يستهدف أهالي هذه البلدة,يواكبه في الوقت نفسه,إطلاق القذائف العشوائية بمختلف أنواعها ,باتجاه الشيوخ والنساء والأطفال ,إنتقاماً غرائزياً من سكان هذه البلدة المجاهدة التي عُرف عن أهلها عبر مئات السنين التصدي للغزاة القدامى والجدد فكان تصديهم الشجاع للاستعمار العثماني الكريه,الذي يريد تتريك بلاد الشام واستبدال اللغة العربية :لغة القرآن الكريم باللغة التركية وتغيير ألسنة الناس ,قسرياً من لغة إلى لغة.
وكذلك تصديهم البطولي للمستعمر الفرنسي البغيض الذي احتل سورية ولبنان,فكان رفد ثورة الشيخ المجاهد صالح العلي في جبال اللاذقية,وثورة المناضل المجاهد إبراهيم هنانو,بالرجال والمال والسلاح وانتهت هذه الموجات الاستعمارية التي انطلقت كأعاصير مزمجرة بهزيمة الغزاة والغرباء الذين قدموا من وراء البحار بفضل تضحيات الشعب.
ولكن الاستعمار القديم,الذي كُشف أمره في التسلط على الشعوب ونهب الثروات الوطنية,خلفه استعمار من نوع شيطاني غير مألوف هو أقسى قسوة …وأكثر وحشية وتعطشاً للدماء … وأشد لصوصية وقرصنة من القراصنة القدامى.. وأخطر خطراً من الاستعمار الذي عرفناه…إنه الإرهاب التكفيري..المستمد من تعاليم الوهابية السعودية القذرة…الذي باركته وأطلقته بخبث ودهاء ومكر دول الاستعمار القديم :أمريكا وبريطانيا وفرنسا ,لينتقم منا بعد أن أخرجناهم من وطننا,خروجاً ذليلاً ومرغنا سمعتهم بالوحل ,وكشفنا لصوصيتهم ووحشيتهم أمام شعوب العالم.
وبلدة ((الفوعة)) التي كانت وفية ومخلصة,شأنها شأن المدن والبلدات والقرى السورية,للنهج الوطني القومي الوحدوي,الذي رسمه القائد الخالد حافظ الأسد,والذي يكمله السيد الرئيس بشار الأسد,ما تزال طوال السنوات الماضية ثابتة في موقفها الوطني ضد الإرهاب التكفيري,بل تصدت له برباطة جأش وبإخلاص للثوابت الوطنية والمثل العليا,ومنعت المرتزقة الأشرار الذين جاؤوا من كل أنحاء المعمورة,من احتلال بلدتهم موطن الثقافة الإسلامية ومنبع الحكمة البعيدة عن التزمت والتعصب المذهبي…
فكان هذا الانتقام البشع الغارق بالحقد والضغائن من أهالي بلدة ((الفوعة))
الذين عُرف عنهم,أيضاً,وعبر التاريخ تعايشهم السلمي مع الأطياف كافة,دون تمييز في المذهب أو الانتماء الجغرافي,من أجل مجد سورية وازدهارها.
إننا سنبقى وإلى الأبد ..أوفياء لوطننا المفدى..وسنلتزم,طوعياً,خطٌ الكفاح والبناء في سبيل الحرية والعدالة .وسٌيلحق أبناء بلدة ((الفوعة)) أينما كانوا على الخارطة السورية,الهزيمة والعار الأبدي بهؤلاء الإرهابيين الذين تقنعوا,زوراً وبهتاناً بوجه الإسلام العظيم,وهو منهم براء…
ولم يبقى سوى أيام معدودات.. وتطلع شمس الانتصار العظيم.. وتسحق موجات الجراد البشري.. تحت أحذية القوات المسلحة العربية السورية .. رحم الله الشهداء الأبرار.. بقدر حبهم لوطنهم الرائع,الذي استظلهم بالوفاء والتقدير والإكبار .
الشيخ إبراهيم تقي (1850-1938م)
أحمد رشيد مندو(1897-1968م)
الشيخ موسى تقي (1900-1991م)
الشريف محمد حسين راغب (آل زهرة)(1918-1995م)
السيد محسن آل طاهر الموسوي ( -1964م)