المظاهرات الإيرانية بين المطلبية والمؤامرة
قبل أن يغادرنا عام 2017 بأيام، انطلق ما أعتبره البعض
“ربيعا إيرانيا”. ربيعا على غرار الربيع العربي الذي أحرق عواصم عربية وهجر ملايين العرب وأنهى القضية الفلسطينية وجعل من حركات التحرر العربي كحزب الله منظمات إرهابية,ربيعا دمر الجيوش العربية وغير بوصلتها , ربيعا جاء بحجة التغيير والحقوق فاستعان بإرهابي العالم كلها وبمؤسسات الغدر الإعلامية الإرهابية كلها وبأسلحة دول العالم أغلبها,ربيعا أخرج الجيش العربي السوري بسبب أنشغاله في قتال الإرهابيين من دائرة المواجهة مع العدو الصهيوني وهو الجيش العربي الوحيد الذي وقف مع الشعب الفلسطيني وهذا ما كان يراد لإيران الثورة الإسلامية التي وقفت منذ بدايتها مع القضية الفلسطينية ومع حقوق العرب بالقدس
وفي هذا السياق بدأت قنوات الغدر نفسها التي روجت
“لما يسمى بالثورة السورية” بالترويج عن حقوق الشعب الإيراني “المغتصبة ” من قبل “النظام الإيراني” حسب تعبيرها بعد أن خرج متظاهرون في مدينة مشهد المقدسة، ثاني أكبر المدن الإيرانية بعد طهران العاصمة، يهتفون بسقوط رئيس الجمهورية ويحرقون صوره وصور المرشد الايراني في دلالة واضحة على أخلاقهم وعلى طريقتهم بالمطالبة بالحقوق التي عبروا عنها بالاحتجاج على البطالة والفقر وبأن الرئيس الإيراني
السيد روحاني فشل –حسب تعبيرهم – في القضاء عليها والسؤال الذي يطرح نفسه هنا ما علاقة نهاية تنظيم داعش بتوقيت اندلاع المظاهرات الإيرانية وإلى أين تم نقل عناصر داعش بالطائرات الأميركية التي أقلتهم من دير الزور حسب ما صرحت وزارة الدفاع الروسية وما علاقتها بتوقيت أعلان القدس عاصمة لإسرائيل
في واشنطن وما علاقتها بالحرب اليمنية ؟ وكثيرا وكثيرا من الأسئلة التي تجعلنا نتحول في تفكيرنا نحو تدخل دولي إرهابي في إيران لتدميرها كما فعلوا في سوريا لكي تصبح إسرائيل الدولة الأولى والأقوى في الشرق الأوسط ،وتذهب معظم التحليلات إلى أن إسرائيل تعتبر نفسها قد نجحت في تدمير قوة الجيش العربي السوري وقدرته على المبادرة والدفاع في حال الحرب مع إسرائيل كما أنها أشغلت حزب الله بالحرب الدائرة في سوريا بالمقابل فهي تزيد من تحصينها وقوتها العسكرية والسياسية على المستوى الدولي خصوصا وإن مجلس الأمن يتغاضى – بدعم أميركي – عن هجماتها المتكررة على مواقع الجيش العربي السوري الذي يحارب المجموعات الإرهابية وربما هذا ما دفعها للعمل على نقل هذه الحرب إلى إيران التي تعتبر عدوها الأول إلى جانب سوريا وحركات التحرر العربي
وهذا ما يدعونا للتفكير بوجهة الطائرات الأميركية التي أقلت عناصر داعش وقياداته التي يشكل الموساد الإسرائيلي معظمها إضافة إلى ضباط من وكالة الاستخبارات البريطانية والأمريكية الأمر الذي تزامن من خروج المظاهرات الإيرانية المطالبة بإسقاط الرئيس روحاني فهل كانت وجهة هذه الطائرات إلى إيران لتكمل مشروعها الإرهابي هناك وتقضي على إيران الثورة وتدمر حلمها النووي بعدما عجزت الولايات المتحدة عن إيقاف الملف النووي الإيراني بالتهديد العسكري والوعيد السياسي وقد جاء التصريح على لسان الرئيس الأمريكي ترامب
عبر تغريداته على حسابه بموقع تويتر خير دليل على ضلوع أميركا في المظاهرات الإيرانية ، فقد تضمنت لقطات من خطابه الأخير بالجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر الماضي، حين قال
«العالم بأسره يدرك أن شعب إيران الطيب يرغب في التغيير، وإن أكثر ما يخاف منه قادة إيران بخلاف القوة العسكرية الكاسحة للولايات المتحدة، هو الشعب الإيراني». وأضاف «الأنظمة القمعية لا يمكن أن تستمر للأبد. وسيأتي اليوم الذي يواجه فيه الشعب الإيراني خيارا. العالم يراقب».
وبالطبع لا يمكن أن يمر مشروع إرهابي في المنطقة دون أن تشارك السعودية خصوصا وأن إيران تشكل معظم همها خصوصا بعد إتهامات السعودية المستمرة للحكومة الإيرانية بدعم حقوق الشعب اليمني في الدفاع عن نفسه وتقديم الدعم المادي والعسكري للحوثيين فلم تمر فترة طويلة منذ أن صرح أحد مسؤولي حكومة آل سعود أنه لا يريد “حزب الله جديد ” في الخاصرة السعودية أي في اليمن في دلالة وتعبير صارح عن تشابه الحكم والمصالح الإسرائيلة والسعودية
طبعا نحن هنا لا نريد أن نقول أن كل المتظاهرين الذين خرجوا في إيران مشاركون في مؤامرة كونية على الحكومة الإيرانية بل ربما لهم مطالب محقة وهذا شأن داخلي إيراني لا يحق لأحد التدخل فيه لكن اختيار الزمان والمكان لم يكن بمحض الصدفة بل أنه عمل مخابراتي استغل حاجة الناس وأطلقها بالوقت المناسب له فقد عبر الرئيس روحاني عن أحقية المطالب الشعبية لكنه رفض المظاهر التخريبية والعنف في المطالبة بالحقوق فهو بداية كارثية لأزمة طويلة
وفي هذا السياق فقد خرجت مسيرات مؤيدة لحكومة روحاني ولمرشد الثورة الإيرانية تعبيرا عن دعمها للسياسية الإيرانية الداخلية والخارجية في أكثر من 120 مدينة ومنطقة فيما عرف بمراسم احياء ذكرى ملحمة 30 ديسمبر، والانتصار على ما سمته وسائل الاعلام “مؤامرة الفتنة الامريكية – الصهيونية عام 2009، الذي مثل انقلابا دوليا للاطاحة بالجمهورية الاسلامية”
#حسين_راغب
#إيران
#المظاهرات_في_إيران
#المظاهرات_في_إيران_بين_المطلبية_والمؤامرة