جهاد النكاح وأثاره على المرأة السورية
بعد أن حاربت المرأة بهدف التحرّر من قيود المجتمع والرجل، عادت جماعات إرهابية بفكرها وممارساتها إلى فرض قيود وضوابط على المرأة السورية ، كانت المرأة قد تخلّصت منها منذ مطلع القرن الفائت بعد أن خاضت مسيرة طويلة من النضال ، لتتساوى مع الرجل، من حيث الحقوق والواجبات. وباتت المرأة السورية تشارك في الحياة السياسية، بشكل أساسي مُناصَفةً مع الرجل، ، فتنتخب وتترشّح وتتبوّأ مناصب سياسية واجتماعية قيادية وعالية المستوى. أي أننا يمكن أن نقول أن المرأة السورية استطاعت أن تنفض عنها صفة الزوجة وربّة المنزل فقط، لتصبح سيدة المجتمع والأم والعاملة والصديقة والحبيبة والشريكة،
واليوم، وفي القرن الواحد والعشرين، وفي العام 2011 تحديداً ومع بداية الأزمة السورية ، ظهرت جماعات إرهابية تطلق على نفسها صفات إسلامية، مثل «داعش» و«جبهة النصرة»، لتعيدنا بالزمن إلى عصر الجاهلية وذلك من خلال الممارسات المسيئة بحق المرأة والمحطة من شأنها والتي تعاملها كقطعة أثاث تباع وتهدى وتشترى وترمى وتبدل فرجموها بالحجارة وجعلوا منها جارية وباعوها سبية في سوق النخاسة ثم توجوا فقرهم الديني بظاهرة جهاد النكاح التي صدروها إلى الوعي العام الإسلامي والعربي عام 2013، عندما أفتى الأعور السعودي محمد العريفي أنّه “يجوز لمقاتلي الجهاد في سوريا، فقهيا، أن يتزوجوا أية فتاة عمرها 14 عاما وما فوق. ولدى انتهاء عدة ساعات من هذا “الزواج”، والذي يهدف إلى تعزيز روح المقاتلين، تنتقل النساء إلى مقاتلين آخرين”. ثم لحقه كثير من فقراء العقل والدين السعوديين ليدعوا النساء المسلمات، إلى الخروج إلى سوريا من أجل متعة مقاتلي الجهاد. وقد روت نساء كثيرات ومنهن سوريات ، كيف أجبرتهن المجموعات الإرهابية، على ممارسة الجنس تحت اسم الجهاد ، وكيف تم خداعهن فيما يسمى “جهاد النكاح”، وكيف حاول المسلحين قتلهن، بعدما رفضن ممارسات الجنس الجماعي حيث تروي “بسمة” السورية لنا وهي في نهاية العقد الثالث من العمر، “انا ام لثلاثة اولاد، قتلوا بالحرب خلال المعارك الدائرة، ولم ابق الا انا وزوجي، الذي اختطفه مسلحون، وبعد يومين اتى ثلاثة مسلحين، قالوا انهم من لواء الفاروق الى منزلنا الذي بقيت به وحدي، حيث لم استطع الهروب منه، وقالوا لي عليك ان تطبقي فتوى مشايخنا، بممارسة جهاد النكاح، قلت كيف وانا متزوجة، فقالوا لي ان زوجك قتل، واصبحتي ارملة وباستطاعتك ذلك، فرفضت الامر، وقلت لا ازل في مرحلة العدة، وهذا حرام فقالوا لي ان الشيخ يجد فتوى لهذا الامر لا عليك”، ثم تضيف قائلة “كنت احاول التهرب منهم، فهددوني وقال احدهم اذا لم تسمحي للمجاهدين بممارسة النكاح معك، فسوف اقتلك الان، وأخذوا بيتي، واخذوني معهم الى مقرهم، وبدأوا بممارسات النكاح معي
وبالنظر إلى مثل هذه الحالات من جهة الدراسات النفسية والاجتماعية والتي تؤكد جميعها أن الأثار النفسية والاجتماعية الذي سيتركه هذا “الجهاد” أو بتعبير أدق هذا الاغتصاب على المرأة يمتد إلى فترات أطول من فترة الممارسة بكثير فعندما تتعرض الأنثى لاعتداء جنسي أو اغتصاب، تحاول بشتى الطرق والوسائل نسيان هذا الأمرالمؤذي أو الانفصال عنه وتغاضيه. إلا أن المرأة الضحية تفشل في أغلب الأحيان في ذلك، وتدخل في دائرة القلق والخوف والإحساس بالعجز والدونية. فالآثار النفسية والاجتماعية التي تتعرض لها ليست آثار وقتية ترتبط بالحدث فقط، بل تمتد أحيانا لسنوات عديدة فقد تعتقد فيها الضحية أنها تخلصت من هذه الآثار، ولكنها تبقى راسخة فى أغوار نفسها وتظهرعلى معظم جوانب حياتها بشكل مباشر أو غير مباشر. فالإحساس الدائم بالخوف والميل للكآبة والإحباط و صعوبة التواصل والعجز والخوف من إقامة صداقات جديدة، لشعورها الدفين بالدونية.وترسيخ معتقدات سلبية عن صورة الذات لديها والعزلة الاجتماعية والإفتقار للمهارات الإجتماعية المعتادة نتيجة الإحساس بالخزى والعار كونها أنثى .يجعلها عدوانية على نفسها، وعلى المحيطين بها، ويمتد هذا العدوان أحيانا على المجتمع
وكيف يمكن لمرأة تجبر على ممارسة الجنس مع عدد من الرجال في ليلة واحدة أن تعدّ شعباً طيب الأعراق والمقصود هنا أنا الدمار لن يلحق المرأة بحد ذاتها بل سيلحق المجتمع برمته فالمرأة هي الأم والمربية والمعلمة وهي المزارع الذي ينتج الجيل الجديد وإن دمارها يعني دمار مجتمع بأكمله , هذه المرأة التي كرمها الإسلام وساوها بالرجل ليس كما يدعي هؤلاء الإرهابيون وداعميهم حسب شرحهم وفهمهم للإسلام الذي يقصد الإساءة للإسلام نفسه هذا الشرح المتطرف والمغالٍ لثوابت النص الإسلامي المتجاهل للحوادث والمناسبات التاريخية، فالتاريخ الإسلامي يقدم لنا شواهد متعددة على دور المرأة المتقدم، فالسيدة عائشة ام المؤمنين كان لها دور متقدم واساسي وقيادي في الصراع السياسي على السلطة بعد استشهاد عثمان بن عفان، والسيدة زبيدة زوجة الخليفة العباسي هارون الرشيد كان لها دور بارز في قيادة الخلافة العباسية إلى جانب زوجها، واشتهرت برجاحة عقلها، وشجرة الدرّ كانت ممن قادوا الأمة الإسلامية لمواجهة غزو المغول والتتار لبلاد المسلمين خلال المرحلة المملوكية من تاريخ الأمة الإسلامية…وغيرها كثير من من الشواهد والدلالات التي تحتفى السيرة النبوية بأحاديث شريفة عنها فالنساء اللواتي قاتلن إلى جانب الرجال فى الجيوش كثيرات، مثل قصص أم عمارة وأم سلمة وغيرهما من النساء المقاتلات
وبالتالي فالشريعة الإسلامية جاءت لتنصف المرأة وتكرمها وتعلي من شأنها بعدما كانت تتعرض للكثير من الظلم والمهانة قبل الإسلام في الجزيرة العربية ، فالله سبحانه وتعالى يقول: (وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ* إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ)، وملك اليمين قد انتهى إلى غير رجعة من أول لحظة جاء فيها التشريع لأنه يريد أن يكون الإنسان حرًا
وهنا لابد أن نتطرق ونثني على إنجازات المرأة السورية منذ زنوبيا وحتى قبلها إلى سناء محيدلي إلى المقاتلات اللواتي إنتمين إلى الجيش العربي السوري طوعا للدفاع عن كرامة وشرف الوطن إلى الأمهات اللواتي أنجبن مقاتلي الجيش العربي السوري والذي دافع عن المرأة ليست السورية فحسب بل المرأة في كل بقاع العالم بل وأظهر الإسلام بصورة الناصعة الحقيقية عندما قضى على هؤلاء الإرهابيين الذين يستعبدون المرأة ويبيعونها في أسواق السبايا بحجة النص القرآني وأحاديث النبوة