تعاملت السياسة السورية على مدى تاريخها السياسي في علاقاتها الدولية و الإقليمية العربية على قاعدة المبادئ القيمية و الإنسانية و وفق الاستراتيجيات العليا التي تهدف إلى سلام الشعوب و الدفاع عن مقدراتها و حاضرها و مستقبلها..
و لم تنظر يوماَ إلى أن جهودها و مبادئها قائمة على النفع المباشر او الانتهازية السياسية تجاه الآخرين حتى لو تعامل معها الآخرون كذلك..
اعتبر البعض إن هذا المبدأ هو مبدأ خاسر (بمفهوم الربح التجاري) و لكن ذلك لم يثن سورية عن الاستمرار بمواقفها الوطنية و القومية..
نحن من رفض اتفاقيات كامب ديفيد رغم العروض المذهلة مقابل التخلي عن القضية الفلسطينية..
نحن من دخل عسكريا و سياسيا إلى لبنان لحمايته من الاحتلال الصهيوني و التبعية الغربية و قدمنا التضحيات الجسام بغض النظر عن مواقف بعض الأطراف اللبنانية اليمينية..
سورية كانت الداعم الأول لتأسيس (ال. م. ق. ا. و. م. ة) الوطنية اللبنانية و هي التي دعمت و ساهمت بتأسيس (ح z ب.. الله) باعتراف الجميع… و لم تنتظر مقابل
سورية كانت الدولة الوحيدة في العالم التي دعمت الثورة الإسلامية في ايران.. و رغم إننا دفعنا اثماناً باهظة.. و لكن الكل اعترف لاحقا بصوابية القرار السوري
سورية ساهمت في عملية تحرير الكويت (ليس لأجل امريكا) بل لإيمانها بوحدة المصير العربي.
سورية احتضنت (ح. م. ا. س) لأنها كانت حركة مقاومة.. رغم معرفتنا العميقة بالانتماء الايديولوجي للحركة.
سورية أعطت دعم لسياسة السعودية في لبنان (وفق سين سين) و هي تعرف كيف يمكن لبعض الأطراف اللبنانية ان لا تفهم ذلك..
سورية تعرضت لحرب إرهابية ظالمة كان من احد أسبابها عدم الموافقة على مشروع الغاز التركي /القطري الذي كان سيضعف روسيا… و لو وافقت على المشروع ما كان صار الذي صار.. و ما كانت روسيا قادرة على الحرب في أوكرانيا بهذه الطريقة….
لذلك نحن أصحاب (الدين)… و نحن (ولاة الدم)
كذلك لله و التاريخ
فإن هذه الدول (كدول) و المنظمات تذكر سورية بالخير و الامتنان لما فعلت..
أحيانا يطالعنا منغصات و تصريحات شاذة عن السياق التاريخي العام
كأن يخرج مسؤول إيراني من الصف الثاني ليقول (لولانا لسقطت دمشق) و نقول له… سورية تعرضت مدى التاريخ ل 120 غزوة و بقيت دمشق حاضرة و ثابتة
او صحفي كويتي مغمور ينادي إلى الجهاد في سورية و نقول له … لو ان 10% من الإرهابيين جاؤوا بلدك.. فلن تبق هذه البلد
او مرتزق لبناني يتحدث عن زمن (الوصاية السورية) و هو يعلم لولا الوجود السوري لم يبق لعائلته و مدينته اي أثر في كسروان و المتن و بيروت و طرابلس و صيدا
أو مذيع في قناة روسية لا تمثل سوى نفسها ليتكلم عن الدور الحاسم و الوحيد للقوات الروسية في سورية و هو و مشغليه يعلمون بان الدور الكبير الذي قامت به روسيا و الذي نحترمه إنما جاء مكملاَ و بعد أربع سنوات للدور البطولي للجيش العربي السوري
إذا كان علينا ديون اقتصادية تجاه الآخرين فنحن لنا ديون سياسية و استراتيجية أكبر و اكبر تجاههم
لذلك
لن نتوقف أبدا و ابدا عند تصريحات الصغار
نحن ننظر لما يقوله بوتين و السيد خامنئي و السيد حسن و قادة الدول لما يحكون عن سورية
و يكفي صور اللقاءات و التكريم الذي يحظاه قائد الوطن الرئيس بشار الأسد حين يزور هذه الدول…
نقول للصغار…
لم ننتظر منكم (الوفا) يوماً
لأن الكبار يعرفوا كيف يقومون به