اخوتي واصدقائي الاعزاء :
أسعد الله أوقاتكم جميعا
قال الله تعالى( يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي الى ربك راضية مرضية ،فادخلي في عبادي وادخلي جنتي ) صدق الله العلي العظيم
بتسليم بقضاء الله وقدره تلقينا وأنا في موسكو نبأ وفاة الأم والجدة (أم يوسف موسى) الأم التي أحبتني انا وعمار وماجد ومحمد وعلي وغيرهم من الأصدقاء كما حبها لبنيها من صلبها(يوسف والشهيد العقيد أحمد والاخ محب وسومر )
لقد عشت معها وعرفتها عن قرب مناضلة وفية خلوقة ،ونموذجا للمرأة العربية السورية المكافحة والمناضلة الصادقة
في هذا المجال لايسعني الإحاطة بجميع مواقفها الوطنية ،ولكن أذكر هنا موقف جليل مهيب لها ،وذلك عندما استشهد ابنها اخي وصديقي (الشهيد المقدم أحمد موسى)في التفجير الإرهابي الغادر الذي طال فرع سعسع ،حينها اتصل معي والده وكانت العائلة بأجمعها محاصرة في (الفوعة)من قبل التنظيمات الارهابية يعانون أشد صنوف العذاب والألم،وقال لي (إن أحمد نحتسبه عند الله شهيدا فداء لسورية الحبيبة ،وانت أخوه وقد كلفتك أن تقوم بجميع إجراءات الدفن وتلقي العزاء نيابة عنا )ثم طلب مني التحدث مع المناضلة أم الشهيد ( أم يوسف موسى)وقد حدثتني وهي تتمالك نفسها من البكاء وحرقة الفؤاد لتقول لي (إن الشهيد أحمد رفع رأسنا ونحن في الحصار الظالم، كنت دائما أراه في مقام الشهداء ،أحمد فداء للوطن الغالي ) ،مازلت إلى الآن رغم مرور السنوات استحضر ذلك الموقف ،حيث ترتسم امامي قوافل الشهداء مشاعل النور والهداية،قدوة الشرف والرجولة ،صورة وطنية تعبر عن العظمة والنبل والحب للوطن
ذهبت أم الأبطال الصابرة (أم يوسف موسى )جسدا ولكن روحها الطاهرة حية بيننا ابدا
نسأل الله تعالى أن يتغمدها بواسع رحمته وأقول لأهلها احسن الله عزاءكم وجبر مصيبتكم وغفر للفقيدة وتغمدها برحمته ورضوانه وإنا لله وإنا إليه راجعون
دمتم بألف ألف خير