رئيس حزب الإصلاح الوطني د. حسين راغب الحسين يكشف أبرز الملفات العالقة بين سورية وتركيا وشروط سورية للتفاوض
المطلوب من تركيا أن تقوم بمراجعة حقيقية لنهجها العدواني على سوريا منذ عام 2011 من جانبه، قال رئيس حزب الإصلاح الوطني حسين راغب، إن تركيا دولة موجودة في المنطقة تاريخيا، وهي دولة كبيرة ومهمة وجارة، وبالتالي فإن تحسين العلاقات بين البلدين يخدم الأمن والاستقرار في المنطقة بشكل عام.
وأضاف راغب في تصريحات خاصة لـ”الدستور”، أنه إلى الآن فإن التواصل بين البلدين لم يصل إلى المستوى المأمول وذلك لأن النظام التركي يتحدث كثيرًا عن أهمية استئناف العلاقات بين البلدين ولا يفعل شيء على الأرض يثبت جديته ومصداقيته في هذا الجانب، وبالتالي فمن هنا نجد أنفسنا أمام عدد من التفسيرات لدوافع التصريحات التركية، أما أنها بالون اختبار لردة الفعل السورية تجاه هذه المسألة خاصة أن النظام التركي الحالي كان منخرطًا بشكل كبير في الحرب الإرهابية الظالمة على الشعب السوري، أو قد نفسرها بأنها محاولة من حزب العدالة والتنمية لسحب ورقة قوة انتخابية من المعارضة التركية التي تتحدث صراحة عن رغبتها في استئناف العلاقات والتواصل مع سوريا”.
وأكد راغب أن من أهم ثوابت ومبادئ السياسة السورية أنها داعمة لقواعد ميثاق الأمم المتحدة دستور العلاقات الدولية بين دول العالم، وبالتالي لا يمكن في أي ظرف من الظروف معارضة أو مواجهة تلك المبادئ.
وأوضح راغب أن الملفات العالقة بين الطرفين نابعة من انتهاك النظام التركي لمقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة والقرارات الدولية، لذلك فإنه على الجانب التركي إثبات جدية توجهه في السياسة الخارجية التركية تجاه سوريا من خلال احترام سيادة الجمهورية العربية السورية ووحدة أراضيها، واحترام علاقات حسن الجوار ونبذ استخدام القوة أو التهديد بها من خلال الانسحاب الفوري غير المشروط من كافة الأراضي التي احتلها خلال السنوات الماضية، وكذلك الالتزام بالقرارات الدولية المتعلقة بمكافحة الإرهاب ووقفه جميع أشكال دعم تدفق الإرهابيين إلى سوريا وعدم توفير ملاذ آمن للإرهابيين بما يقوض الأمن والاستقرار بالمنطقة.
وأوضح أن المطلوب من القيادة التركية أن تقوم بمراجعة حقيقية لنهجها العدواني على الدولة السورية منذ بداية الحرب عام 2011 مع الأخذ بعين الاعتبار احترام الجهود التي بذلها الرئيس بشار الأسد في تحسين العلاقات بين البلدين انطلاقا من رؤيته الاستراتيجية والأخلاقية لتطور العلاقات بين البلدين انطلاقًا من التاريخ المشترك والروابط الجغرافية والاجتماعية والمصالح المشتركة، ومستقبلًا حتى تكون اللقاءات مثمرة يجب أن تبنى على تنسيق وتخطيط مسبق بين سوريا وتركيا من أجل الوصول إلى الأهداف والنتائج الملموسة التي تريدها سوريا من هذه اللقاءات انطلاقا من الثوابت والمبادئ الوطنية للدولة والشعب المبنية على إنهاء جميع مظاهر الاحتلال ووقف دعم الإرهاب.
وحول توقعاته عن التزام تركيا بمطالب سوريا وخاصة الانسحاب من الأراضي التي دخلتها، قال “راغب” إن الإجابة على هذا السؤال مرتبطة بطبيعة تصورات صانع القرار التركي، فالإجابة تكون نعم في حالة أدرك النظام التركي بما لا يدع مجالًا للشك أن الأرض والسيادة لدى القيادة والشعب السوري برئاسة الأسد قضية كرامة وطنية وقومية، ولا يمكن وغير مسموح لأحد أن يفرط بها أو يمسها، إضافة إلى مدى اقتناع النظام التركي الحالي بأن استخدام القوة العدواني لا يحقق السلام ولا يمكنه أن يحفظ الأمن القومي التركي، فالقوة عامل نسبي تتغير ملامحه بتغير المجال الذي يوظف من خلاله، وأنه قد يصبح عبئا على صاحبه فيورطه فيما ليس في مصلحته.
واختتم “راغب” تصريحاته قائلًا: “أعتقد أن النظام التركي يمكن أن ينسحب من الأراضي السورية إذا أدرك أن الحوار ونبذ استخدام القوة والتعاون المشترك في مكافحة الإرهاب هو السبيل لتحقيق أمن وسلام مستدام لكلا البلدين وللمنطقة عمومًا”.