إلى شعبنا العظيم الشعب العربي السوري
إلى أهلنا الصامدين الصابرين المحتسبين لله عز وجل في الفوعة و كفريا
إلى أحرار العالم و صناع السلام
تحية لكم …
لقد شهدت بلدتي الفوعة و كفريا أسواء حصار همجي بربري لم تشهده البشرية منذ الحرب العالمية الثانية و تحديدا في حصار مدينة ليننغراد الشهير …
و كان هذا الحصار الارهابي البغيض نتيجة توافق مجموعات إرهابية معروفة مع دول أقليمية محددة وهي قطر و تركية.
وكانت نتيجة هذا الحصار و العدوان الإرهابي مئات الشهداء و الجرحى و المخطوفين ناهيك عن وضع مأساوي يشكل للآن عارا على جبين الإنسانية التي تدعي الحرية و العدالة و السلام …
فلا الأمم المتحدة سمعت صراخ أطفالنا و لا الولايات المتحدة شاهدت الغازات السامة التي قصف الأهل بها و لا دول الخليج صابها وجع الضمير (إن وجد) أما هول الفاجعة …
لماذا حصل كل هذا …؟
لأن خيار الأهل كان مع الدولة و مؤسسات الدولة و بالتالي صدرت الأوامر الخارجية بكسر شوكة المقاومة لأنها وقفت مع الدولة و مؤسساتها …و للأسف و إذا بنا نجد أن بعض هذه المؤسسات لم يكن يعنيها هذا الصمود ولم يكن يعنيها دعم هذا الصمود …
لقد عز على أهالي الفوعة و كفريا الخروج من بيوتهم و حقولهم و مشاغلهم و مدارسهم و مساجدهم والتي بنوها منذ ألف عام و كان قرار الخروج صعبا و قاسيا بعد هذا الكم الهائل من التضحيات المقدسة و لكن من كان خياره خيارا وطنيا منذ أول الحرب لن يكون إلا كذلك حتى تقوم الساعة.
و لذلك قبلنا بعملية التبادل على الرغم من أننا لن نكن شركاء في التفاوض الذي قام به الأصدقاء بالنيابة عننا الأمر الذي أنتج هفوات تفاوضية ليرتقي في يوم واحد و بتفجير ارهابي عشرات الشهداء و الجرحى في عملية غادرة ارهابية مجرمة ….
و رغم ذلك تابعنا تنفيذ الإتفاق لتكون المفاجأة القاسية الطامة …
حين خرج الأهل من الفوعة و كفريا من بيوتهم ظنوا و ظننا أن الدولة بكامل مؤسساتها و شخصياتها ستكون باستقبال الابطال …توقعنا أن تكون الحكومة مستنفرة لتقليدهم نياشين الصمود و توفر لهم المكان اللائق و الكريم ….
صراحة و بكل صدق … تمنى الكثير من الأهالي العودة إلى البلدتين المحاصرتين ..!!!!
لم يكلف أي وزير من حكومة المهندس عماد خميس باستقبال أو تقفد أحوال المهجرين
لم تكن وزارة الشؤون الاجتماعية مهتمة بهم بل ربما كانت تعتبرهم رعايا دولة أخرى
لم تكن وزارة التجارة الداخلية مهتمة باحتياجاتهم بل بتفقد أسعار الكيوي و المانغا في الشعلان
لم يكن الهلال الاحمر مهتما بأحوالهم بل ربما يكون فض عروض المناقصات للمنظمات الدولية أهم بكثير
و لربما اعتبرت وزارة الصحة أن المواطنين في حالة موت سريري فلا فائدة من علاجهم
حتى وزارة الأوقاف لم ترسل لهم مصاحفا أو أدعية لأن اهتمامها مركز على جزء من الشعب
لقد اعتبرنا الاعلام السوري مادة اعلامية جيدة تصلح بين شوطي المباراة أو بعد برنامج يتحدث عن صناعة الكنافة في محلات الجزماتية
أما صاحب الجائزة الكبرى فكانت مؤسسة الإمداد الخيرية و التي تعاملت مع المهجرين على أنهم فرع جديد للأمبراطورية (الخيرية) يضاف إلى سلسلة الاستثمارات المربحة فكان لوحده و لوحده فقط صاحب بيت المال …يوزع ما شاء من المساعدات و لا ينسى (خمسه) وخمس ابن السبيل و القائمين عليها و .و .و .
في جبرين و حسياء تشاهد بما يذكرك بمخيمات اللجوء القديمة فلا تجد مقومات الحياة من طعام و كساء و دواء … و كرامة
أين أنت يا حكومة الجمهورية العربية السورية
و اين الأمم المتحدة
و اين الانسانية
و اين ….؟
أنا أخجل منكم يا أهلي
و كعضو مجلس شعب عن الفوعة و كفريا حاولت تقديم المستحيل …
كنا نقول لكم اصمدوا وصمدتم و كنتم للصبر مثالا..
وكنا نظن إننا خرجنا من دارنا إلى دورنا ..ولكن …
لن يكون شعارنا من الآن و صاعدا إلا … عائدون