السباق بين الجيش السوري والميليشيات الكردية إلى ديرالزورتتجه الأنظار إلى محافظة دير الزور التي تعود بشكل متسارع إلى سيطرة الدولة السورية، وتتحرر من قبضة داعش . ومع هذا التطور، تبدو معركة دير الزور أقرب إلى لوحة شطرنج، تتسابق إليها مجموعة من القوى المتنافسة، ولعل هذا دليل على أهمية هذه المعركة، باعتبارها حاسمة لرسم مصير المنطقة الشرقية في سورية ففي السباق إلى دير الزور، تتنافس ثلاث قوى للفوز بها، ورغم أن المؤشرات تبدو لصالح الجيش السوري وحلفائه من الروس والإيرانيين وباقي المجموعات المقاتلة إلى جانبه خصوصا بعد أن استعاد الجيش السيطرة على اللواء 137 وفك الحصار عن مناطق دير الزور إضافة إلى كسر الحصار الداعشي عن المطار بعد أن بدأ الجيش العربي السوري زحفه باتجاه دير الزور من ثلاثة محاور، السخنة والتنف والرقة، في محاولةٍ لفرض شروطه على ميدان المعركة، والفريق الثاني الذي يتطلع إلى معركة دير الزور هي الميليشيات الكردية التي تسمى (قوات سوريا الديمقراطية)، وكان لافتا مسارعة هذا الفريق إلى إعلان تشكيل المجلس العسكري لدير الزور، وتأكيد استعداده لتحرير المحافظة من “داعش”، على الرغم من صعوبة ذلك، لا بسبب انشغاله بمعركة الرّقة ومحدودية قواته وقدراته، بل لوجود معارضة قوية من قبائل عربية كثيرة تشكل النسيح الاجتماعي لهذه المنطقة لدخول هذه القوات إلى المدينة. أما الفريق الثالث، فيتألف من ميلشيات الجيش الحر المتمركزة في قاعدة التنف الأميركية إن تسارع عمليات الجيش في حوض الفرات قرب دير الزور ساعده في وصوله إلى الهدف في فك الطوق عن دير الزور. فعديد القوات الفائض وإضافة قرابة 5 آلاف مقاتل من دير الزور، إضافة إلى تحالفات مع أبناء العشائر في المناطق الخاضعة لسيطرة “داعش”. سرع معركة إنهاء تواجد “داعش” فلم يبقى لداعش سوا معقلين رئيسيين في الميادين والبوكمال، خاصة مع تقدم القوات العراقية إلى الحدود أيضاً. بالمقابل تحدثت بعض المواقع الالكترونية أن قوات سوريا الديمقراطية (قسد) المدعومة من الولايات المتحدة الاميركية بغطاء جوي ومستشارين عسكريين على الأرض أصبحت على بعد كيلومترات قليلة من مدينة دير الزور، غداة إعلانها بدء هجوم لطرد تنظيم الدولة الاسلامية من شرق المحافظة التي تحمل الاسم نفسه،.وأعلنت قوات سوريا الديمقراطية في 10 سبتمر الحالي بدء حملة «عاصفة الجزيرة» لطرد داعش من الضفة الشرقية لنهر الفرات في محافظة دير الزور وقد سيطرت هذه الميلشيات على «تلة تبعد سبعة كيلومترات عن الضفة الشرقية لنهر الفرات مقابل مدينة دير الزور» الواقعة على الضفة الغربية للنهر.مع العلم أن نهر الفرات يقطع محافظة دير الزور إلى قسمين شرقي وغربي..وكان رئيس ما يسمى ما يسمى مجلس دير الزور العسكري المنضوي في قوات سوريا الديموقراطية أحمد أبو خولة قال إن الخطوة الأولى من الحملة هي “تحرير شرق نهر الفرات”، من دون تحديد الخطوات المقبلة، مؤكدا عدم وجود أي تنسيق مع الجيش العربي السوري وقال أبو خولة لوكالة «فرانس برس»، أن «بات التوجه إلى دير الزور قراراً حتمياً، نحن ذاهبون في الخطوة الأولى لتحرير شرق نهر الفرات» الذي يقطع محافظة دير الزور إلى قسمين شرقي وغربي.وقال أبو خولة في هذا الصدد «ليس لدينا تنسيق لا مع النظام ولا مع روسيا، لدينا تنسيق مع التحالف الدولي» بقيادة الولايات المتحدة، مشيراً إلى تقدم قواته عشرات الكيلومترات بدعم جوي من التحالف.من جهته، شدد التحالف الدولي بقيادة واشنطن على اهمية خط فض الاشتباك بينه وبين الروس في المعارك الجارية ضد الجهاديين في شرق سوريا.ويؤشر السباق على دير الزور على احتدام السباق الروسي – الأميركي للسيطرة على الشرق السوري المحاذي للحدود العراقية الذي يتوقع أن يكون مسرح المعارك الحاسمة حيث صرح المتحدث باسم كتائب حزب الله العراق جعفر الحسيني قبل أيام أن الحكومة العراقية تمنع الحشد الشعبي من الوصول إلى الحدود مع سوريا، وذلك تنفيذاً لرغبة أميركية وكلام الحسيني له وجهان. الأول: أن الولايات المتحدة لا تريد أن يستلم الحشد الشعبي الحدود، وهذا أمر يعرفه الجميع، لأن تواجد الحشد على الحدود مقابل الجيش السوري، يعني أن تواصل عناصر محور المقاومة اكتملت، ولن يتمكن الأميركي من مراقبة الحدود بالمطلق. وأما الوجه الآخر: فهو أن الأميركي يبحث عن إبقاء “داعش” على الحدود السورية العراقية وإن كان في البادية لتبقى الحدود خاصرة رخوة تهدد سوريا والعراق في آن واحد. وأياً كان الهدف تبدو واشنطن عاجزة عن إيقاف التقدم المتسارع والغير الواضح في خارطة السيطرة داخل سوريا.لم يعد من شك أن الولايات المتحدة وضعت قدمها على خط السباق نحو تحويل شرق دير الزور إضافة إلى الرقة من تنظيم “داعش” الإرهابي إلى الميلشيات الكردية التي أصلا هي صنعتها ، فالولايات المتحدة تبحث عن نصر لها على الأرض السورية بأي ثمن كان حتى لو قتلت آلاف المدنيين، لتظهر للعالم أن لها الفضل في هزيمة “داعش”، وكأنها تسابق الجيش السوري والحلفاء الذي يتقدمون بتسارع على جميع الجبهات ويحررون مساحات وبلدات كثيرة من سيطرة “داعش” و”جبهة النصرة” والجماعات المسلحة المرتبطة بهما، في حين نجحت روسيا بوقف هدر الدم السوري والحفاظ على ما تبقى من البنية التحتية السورية من خلال خطتها مع القيادة السورية بإيجاد مناطق خفض التصعيد، السؤال الأساسي هنا، هو على من سترسو هذه المعركة؟ وكيف ستكون العلاقة بين هذه الأطراف بعد تحرير المدينة؟ إذا كان من الصعب تخيل مواجهة أميركية – روسية في دير الزور، ، لكن الثابت هنا أن معركة دير الزور ستفرز واقعا جديدا على صعيد التحالفات بين القوى على الأرض، فمجريات الأمور توحي أن الأولوية هي استكمال السيطرة على الحدود الدولية. بعد الوصول إلى الحدود مع العراق شمالي التنف، يتجه الجيش العربي السوري لاستكمال السيطرة والوصول إلى معبر القائم الحدودي عند البوكمال. محور العمليات العسكرية في هذه المنطقة من ثلاث جهات. جنوب البوكمال حيث تتقدم القوات بمحاذاة الحدود، من منطقة حميمة جنوب شرق البوكمال، ومن دير الزور على الطريق الدولية. تحرير البوكمال يحقق للجيش السوري وحلفائه استكمال السيطرة على حوض الفرات، وإنهاء أي تواجد حقيقي لـ”داعش” في سوريا. كما تمنح الجيش السيطرة على الحدود مع العراق، وإعادة فتح الطريق الدولية، دمشق ــ بغداد. أي إعادة الترابط مع دول الجوار خاصة أن معبر نصيب الحدودي يتجه لأن يعود للدولة السورية#حسين_راغب#ﺍﻟﺴﺒﺎﻕ_ﺑﻴﻦ_ﺍﻟﺠﻴﺶ_ﺍﻟﺴﻮﺭﻱ_ﻭﺍﻟﻤﻴﻠﻴﺸﻴﺎﺕ_ﺍﻟﻜﺮﺩﻳﺔ_ﺇﻟﻰ_ﺩﻳﺮﺍﻟﺰﻭﺭ