الاعتقالات السعودية خسارة جديدة لسياسة آل سعود في سوريا
سيطرت حملة الاعتقالات التي قام بها ولي العهر محمد بن سلمان على المشهد السياسي للمنطقة حيث بدأ محمد بن سلمان حملة واسعة النطاق على ضد مناهضيه في الحكم الملكي المتوارث مستهدفا رجال الدين والمنتقدين العامين والمنافسين السياسيين في خطوة نحو تعزيز سلطته فقدأصدرت لجنة محاربة الفساد التي أطلقها والده وبرئاسة محمد بن سلمان قرارات التوقيف بحق ما يقارب 49 شخصية بارزة في السعودية، فاعتقل 11 أميرًا وعشرات الوزراء السابقين، و4 وزراء حاليين، بتهم “فساد، غسل أموال، اختلاسات، صفقات وهمية، ورشاوي” كما طالت أكثر من 20 داعية وشخصية بارزة تأكد منهم »الداعية «سلمان العودة» والشيخ «عوض القرني» ومدير قناة فور شباب «علي العمري» كما تم اعتقال عدد من القضاة والإعلاميين ورجال الدين والمنشدين الدينيين
إن هذا الحدث هو دليل جديد على الفشل التي تعيشه الأسرة الحاكمة في السعودية في سياستها الداخلية التي تنتجها سياساتها الخارجية والتي قدمت خلال السنوات العشر الأخيرة مؤشرات كثيرة على دخول الساسة السعوديين في مسار غير مأمون العواقب، انقلبت فيه الأهداف، وتبدلت فيه القرارات الاستراتيجية بشكل صريح وغير مسبوق، وأصبحت تسير في جميع الملفات في اتجاه معاكس للمصالح العليا العربية في موازاة مع المصالح الإسرائيلية فبدأت الحكومة السعودية بدفع تكاليف حروب صديقتها “إسرائيل” والتي اعتدت بها الأخيرة على الأراضي اللبنانية والفلسطينية مقابل التخلص من حركات المقاومة الإسلامية العربية في فلسطين وسوريا ولبنان وانتهت بدعم المجموعات الإرهابية المسلحة التي قتلت وشردت كثيرا من العائلات السورية ودمرت كثيرا من المنشأت والبنى التحتيه المدنية والعسكرية
وكعقوبة من الحكومة السعودية للشعب اللبناني لوقوفه إلى جانب الشعب السوري في محنته وبهدف ضرب السلم الأهلي في لبنان الذي عانى كثيرا حتى تمكن من انتخاب رئيس للجمهورية ثم ليشكل حكومة وحدة وطنية تصون لبنان من الانهيار ،أجبر محمد بن سلمان رئيس الوزراء اللبناني على الاستقالة من قلب الرياض الأمر الذي يعتبر مرفوضا في الأعراف والمواثيق الدولية وفي الدستور اللبناني وكان السيناريو الذي أدارت به المملكة ملف سعد الحريري رديئا للغاية، إذ استثمرت واقعة تعرض الرياض لاستهداف بصاروخ من المقاومة اليمنية، لتجعل من رئيس الوزراء اللبناني رهينة عندها، وتحدث أزمة سياسية في لبنان، وترهن رجوع الحريري لبلده بتحرك الفاعلين السياسيين في بيروت لمحاصرة حزب الله ومنعه من الاشتباك في أجندات إقليمية كما تدعي وهذا إن دلّ على شيء فهو يدل على خسارة المشروع الإرهابي السعودي في سوريا والذي كان يستهدف – لو نجح- كل دول المنطقة المنضوية تحت محور الممانعة من إيران إلى سوريا إلى كل حركات المقاومة في العالم العربي خدمة للمصالح الصهيونية
ومن جهة آخرىتتحدث بعض التحليلات الصحفية أن “ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان” يعمل على إحكام قبضته في السياسة والاقتصادعبر استراتيجية مزدوجة: التصدي لأي معارضة، وضرب أي يد قد يكون لها دور في محاسبته أو تقييض حكمه تحت ذريعة محاربة الفساد .والحقيقة أن هذه الإجراءات هي مجرد تبديل لقناع الأسرة الحاكمة في مملكة آل سعود بهدف الانقلاب ظاهريا على السياسة السعودية الداخلية والخارجية والتبرئ من كل ما قامت به الأسرة الحاكمة سابقا من إجراءات معادية لتتمكن من الخروج من المأزق التي غرقت السياسة السعودية فيه وهذا يشابه ما قامت به الولايات المتحدة عندما غرقت في المستنقع العراقي فبدلت وجه الرئيس من بوش الأبن إلى أوباما وأظهرت الأخير برجل السلام الذي سيعمل على سحب القوات الأمريكية المحتلة للأرض العراقية رجل السلام هذا الذي لم يتوقف عن دعم المشروع الانفصالي الكردي في شمال العراق ولم يبخل على الإرهاب الذي ضرب العراق بالمال أو بالسلاح أو التكنولوجيا
وفي هذا السياق فقد أبدى الرئيس الأميركي دونالد ترامب تأييده لحملة التطهير السعودية، وغرّد على تويتر، قائلًا إن لديه ثقة كبيرة في الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد محمد بن سلمان. مشيرا إلى أنهما “يعلمان جيدًا ما يفعلانه”، وأن “بعض أولئك الذين يعاملونهم بصرامة كانوا يستنزفون بلدهم لسنوات
الجدير بالذكر أن مملكة أل سعود لم تكن السباقة بين الدول التي دعمت الإرهاب في سوريا على تبديل حاكمها بشكل ظاهري ففي شهر يونيو من عام 2013 كان قد قام حمد بن خليفة آل ثاني بالتنازل عن الحكم لإبنه تميم دون ابداء أي سبب لتلك الخطوة الخطيرة ونقل الحكم منه لأبنه، ثم اختفت حكومة آل ثاني عن المشهد السياسي في سوريا ولو كان ذلك إعلاميا فقط وومما لا شك فيه أن ما تقوم به الاسرة السعودية مشابه لما فعله ال ثان في مملكتهم القطرية وذلك بسبب انتصار الجيش العربي السوري وتمكنه من بتر يدهم الإرهابية التي تجرأت وامتدت على الأرض السورية والشيء الطبيعي أن الشعب السوري لن يغفل أو ينسى ما فعلته هذه الحكومات في سوريا من دعم للإرهاب
ومما لا شك فيه أن ما يجري في منطقة الخليج شيء مضحك مبك وهذه الحكومات المتسلطة على رقاب الشعب الخليجي والتي دعمت الإرهاب في سورية والتي سلحت ومولت وقتلت أبناء الشعب العربي السوري دون أي مبرر ودمرت إنجازاته لا بد أن تصل إلى هذه النتيجة وإلى هذا الطريق المسدود لأنها مهما تعملقت فإنها تبقى صغيرة وخاصة عندما لا تستطيع الدفاع عن نفسها وتبيع سيادتها وكرامتها و تمنح أموال شعبها إلى الولايات المتحدة وغيرها لتأمين الحماية واستمرار هذه العائلات في حكم أهلنا في منطقة الخليج
#الاعتقالات_السعودية_خسارة_جديدة_لسياسة_آل_سعود_في_سوريا
#حسين_راغب