دور الشباب السوري في إعادة الإعمار
إن الحرب الدامية التي شنها الإرهاب الدولي على سوريا خلف دمارا شاملا للبنية التحتية وهدماً غير مبرر للمستشفيات والمدارس والمساجد وللمنازل والبيوت التي يسكنها الأطفال والنساء وكل المدنيين وهذا يجعلنا جميعا اليوم نقف ونفكر في ضرورة وضع آليات واضحة لضمان إدماج مشاركة الشباب وتحقيق تطلعاتهم في عملية اعمار سوريا مع التأكيد على ضرورة إزالة العقبات والتحديات التي تحد من مشاركة الشباب. فمهمة إعادة الإعمار وإصلاح ما دمرته وخربته الحرب الكونية التي تشن على الشعب السوري ليست بالسهلة ولكنها ليست بالصعبةوخاصة إذا تبناها الشباب السوري الذي يملك من الطاقات ما آثار دهشة العالم والذي يملك أيضا جذورا حضارية شكلت فيما شكلت أحد بوابات المعرفة
والسؤال المهم الذي يطرح نفسه هنا ما هي الضمانات لمشاركة الشباب في عملية إعمار سوريا؟ وما هو دور المنظمات الأهلية والمؤسسات الحكومية في توفير فرص المشاركة الفعالة والحقيقية في دعم الشباب في عملية الإعمار وفي حال عدم دعم وإعطاء الشباب الدور الحقيقي ومساندتهم في عملية الاعمار نتسأل ما هي الآثار السلبية المترتبة على الجانب الاقتصادي والاجتماعي والسياسي؟
إن عدم توفير فرص أفضل للشباب وعدم تمكينهم من العمل على مختلف المستويات والميادين سيترك أثاراً سلبية كبيرة على عملية الاعمار. وعليه لابد لنا من التركيز في عملية إعادة الاعمار على استيعابأعداد كبيرة من الشباب وخاصة في قطاعات الإنشاءات والزراعة وتكنولوجيا المعلومات وخلافه من القطاعات التي تحتاج روح الشباب كما تحتاج أعداد كبيرة من العاملين للحد من نسبة البطالة التي وصلت إلى أرقام مرعبة بين صفوف الشباب خصوصا في المناطق الشمالية الشرقية حيث وصلت نسبتها إلى 50%. وذلك بسبب الانخفاض الكبير في موارد الموازنة العامة من جهة، وتعاظم المسؤوليات الملقاة على عاتق الدولة من جهة أخرى، وأهمها تأمين احتياجات الأسر السورية من السلع والمواد الرئيسية وحوامل الطاقة والكهرباء والمياه وغيرها، إضافة إلى تقديم خدمات التعليم والصحة، والتكاليف الكبيرة للعمليات العسكرية التي يقوم بها الجيش والقوات المسلحة لإعادة الأمان للبلد وخروج معظم ابار النفط ومناجم الغاز عند سيطرة الدولة والحصار الدولي الجائر على الشعب السوري، وفي ظروف كهذه، لابد من إعادة مناقشة الأولويات في مجالات التنمية المختلفة، وكيفية ترتيبها بالتوازي مع متطلبات مرحلة إعادة الإعمار في ظل الإمكانيات المتاحةوعليه لابد من تفعيل الشراكة بين منظمات المجتمع الدولي والمحلي للنهوض بواقع الشباب وتمكينهم من تحقيق مشاركتهم في عملية الاعمار ووصولهم إلى المشاركة في صنع سورية المستقبل فاليوم إن لم يصنعوا الحدث عليهم أن يكونوا شركاء في صناعته وعلىالمؤسسات الحكومية التي ستعنى بإعادة الإعمار وضع خطة وطنية لإدراج الشباب ضمن أولوياتها ومشاركتهم على مختلف المستويات وفي كل الميادين. من خلال تمكين الشباب من طرح رؤيتهم والضغط على أصحاب القرار بأعطاءهم الفرصة الحقيقية في اعمار المدن السورية وذلك من خلال تأسيس شركات مساهمة ســـورية كبرى، يكون كل مساهميها أو معظمهم من السوريين وتعطى هذه الشركات الأولوية في مشاريع إعادة الإعمار، بالاضافة إلى المزايا التحفيزية الأخرى إضافة إلى أنه لا بد من طرح أصول عقارية تملكها الدولة ، لاستثمارها لفترات طويلة، في مجالات مختلفة، من قبل مستثمرين سوريين بطرق المزايدات القانونية المتبعة ولكن بأليات أكثر كفاءة واتخاذ القرارات المناسبة والسريعة من قبل الحكومة وبما يحقق مصلحة سورية ، لإجراء عقود مع شركات عالمية في مجال الصناعات الاستخراجية، ولا سيما بما يتعلق بالمكتشفات الجديدة في مجال النفط والغاز مقابل السواحل السورية في البحر الأبيض المتوسط .
إننا هنا ننوه إلى دور الشباب السوري الذي اتسم نشاطه الاجتماعي بعناوين وطنية ما يؤهله للمشاركة الفعلية في تنفيذ مشاريع إعادة الإعمار التي تطرحها الحكومة السورية هذا الدور من المأمول أن يكون رديفا حقيقيا للخبرات الوطنية في استنهاض الهمم وتفجير الطاقات لبناء وطن يسمو فوق جراحه من خلال تعميق الوحدة الوطنية والوعي ضد ما يحاك بالوطن السوري من مؤامرات تهدف إلى إضعاف الدولة السورية لذا على الجميع ان يأخذ دوره ونشير في هذا المجال إلى دور الشباب الواعي المتمسك بثوابت الوطن السوري التي تشكل عناوين العزة والكرامة العربية في نشر أفكارهم وجذب أقرانهم الذين تم غسل عقولهم بطرق متنوعة وجذبهم إلى حضن الوطن الفاتح ذراعيه كالأم الحنون التي تحبو وتحن على أبنائها .
إن الشباب السوري عبر التاريخ كان قادرا على تجاوز الصعاب وتحقيق ما يصبو اليه ويستطيع تجاوز جراحه والخروج من الأزمة التي ألمت بوطنه والتي خطط لها الاستعمار بوجهيه الأمريكي والأوروبي عبر مجموعة من الخونة والمتآمرين ويستطيع أيضا الاعتماد على ذاته في إعادة الإعمار معتمدا على الشباب الواعد بفكره وعلمه
وفي النهاية لا بد من التأكيد أن تضحيات الجيش العربي السوري هي التي حمت سورية وعززت صمودها ضد الحرب مشيرا إلى أن انتصارات جيشنا الباسل وحلفائه وفي مقدمتهم روسيا وإيران والمقاومة اللبنانية لن تتوقف حتى تحرير كامل التراب الوطني السوري من رجس الإرهابيين.
#حسين_راغب
#دور_الشباب_السوري_في_إعادة_الإعمار