تنفرد منطقة الشرق الأوسط بأهميّة قصوى في حسابات الدول الكـبرى، لما لها مـن أهميّة استراتيجيّة في المشهد السياسي الإقليمي، ولما تتمتّع به من غِـنى في مواردها الطبيعيّة وعلى رأسها النفط والغاز ومن المسلّم به ان التنافس على موارد الطاقة هي إحدى الغايات الرئيسية للدول الكبرى التي تسعى إلى تأكيد نفوذها، وتأمين احتياجاتها من النفط الخام والغاز، وذلك في ظل تسارع وتيرة الإنتاج وفي ظل اضطرابات مالية تصيب الاقتصاد العالمي باهتزازات متتالية، وفي ظل السباق على حجز مواقع متقدمة في السوق الدولية.
لقد ظهرت اكتشافات هامة للغاز في مياه شرق البحر المتوسط.ويقول خبراء اقتصاد إن الصراع على الغاز والبترول في شرقي المتوسط بدأ عام 66 عندما اكتشفت سفنُ أبحاثٍ بريطانية حقولاً للغاز في أحد الجبال الممتدة تحت مياه المتوسط من جرف اللاذقية في سوريا وصولاً إلى شمالي دمياط في مصر. وفي شهر آب من عام 2010 أي قبل أشهر قليلة من “الربيع العربي”، قامت إحدى السفن الأميركية – بمساعدة تركية- بمسح جيولوجي، وتبيّن أن واحداً من أكبر حقول احتياطيي الغاز في العالم يقع شرق المتوسط، وهو حقل لفيتان العملاق للغاز، بما يعادل 23 تريليون قدم مكعب. ، وقد بدأت الشركات العملاقة بالتسابق للفوز بعقود استخراج الغاز والبترول من هذه المنطقةوهكذا دخلت فعلاً وعلناً معركة النفط والغاز في سوريا .
لقد فهم الساسة السوريين الهدف من الحرب الكونية على سوريا وربطوها بثروات سوريا الباطنية ،حيث قال مصدر حكومي سوري في تصريح لـ”سبوتنيك”: “إن سوريا قرأت أسباب الاستهداف الأمريكي الحقيقية للبلاد منذ اللحظة الأولى، وكان في تلكَ الأسباب بعد اقتصادي متمثل بطمع واشنطن بالسيطرة على ثروات سوريا الباطنية، و لا سيما أنّ الثروات التي ما تزال في طور الاكتشاف تحت الأرض وفي مياه سوريا الإقليمية ومن المتوقع أن تجعل سوريا في مصافي الدول الكبيرة المنتجة والمصدرة للنفط والغاز في العالم لأنها تحمل آمالاً مبشرة جداً بذلك”، ولهذا وضعت واشنطن خططها لقلب نظام الحكم في سوريا وبدأت بتنفيذها منذ عام 2011 لإيجاد نظام حكمٍ موالٍ لها بالكامل وبالتالي سيطرتها على نفط وغاز سوريا كما تفعل في دول الخليج حيث صنع الاستعمار الغربي اوهاماً و حدوداً في الرمال ونَصَبُوا عليها زعماء قبائل وعوائل لخدمتهم
إذا الآن تعدُ أرضنا اللبنانية والسورية من البر الى البحر، أبار نفطية كبيرة من السواحل اللبنانية والسورية وفي هضبة الجولان (الأمر الذي يوضح لماذا هذا السعي الإسرائيلي لضمها كاملة) وصولا الى الشرق السوري الذي تحاول أميركا احتلاله وبسط نفوذها الدائم عليه لأنها لاتريد لسوريا أو لبنان أن تصبحان دولتان نفطيتان فهي تعلم أنه لو أصبح لبنان وسوريا دولتين نفطيتين هائلتين، وبقي محور المقاومة هو الأساس فيهما بالتحالف مع روسيا… فماذا سيكون مصير “إسرائيل”؟ تخيلوا لبرهة؟
نعم النفط كان أحد الأسباب البارزة للحرب السورية من هذا المنطلق ، وقد جاء تيلرسون الى بيروت يقول صراحة ، اما ينتهي دور حزب الله العسكري في لبنان وينتهي أي تفكير بمقاومة سورية ولبنانية وايرانية عند الجبهة الجنوبية لسوريا، أو ان المواجهة مع الحزب ومع سوريا وايران ستتكثف، وليس بالضرورة عسكريا… لذلك نلاحظ الأن انه ثمة سعيا الآن في مجلس الأمن لعقوبات ضد ايران بداعي أنها لم توقف وصول السلاح الباليستي الى الحوثيين، وثمة سعيا آخر لتحريك المحكمة الدولية باغتيال الشهيد رفيق الحريري ضد حزب الله بعد العقوبات المصرفية، وثمة ضغوطا عسكرية وسياسية تُمارس على الأرض السورية على نحو يومي…. ثم ان أميركا وبعض دول الخليج و”إسرائيل” تستطيع الضغط على الشركات النفطية الغربية لوقف مشاريعها في لبنان، وتستطيع أن تحاول خلط الأوراق السياسية والأمنية في لبنان وسوريا…لكن هل يسكت الطرف المقابل
وفي هذا الصدد أعلن الأمين العام لـ”حزب الله” اللبناني حسن نصر الله، خلال كلمة ألقاها اليوم الجمعة، أن المنطقة مُقبلة على حرب نفطية “ستساهم عقلية الإدارة الأميركية في تصعيدها”، وأشار إلى أن “مسألة البلوك النفطي البحري اللبناني رقم 9 ليست قضية مُنفصلة عن المنطقة ككلكما قال صراحة ان المعركة الحالية هي معركة نفط.
واعتبر أن “على السلطات اللبنانية عدم الالتفات إلى الدعوات الأميركية للخوف من إسرائيل، وإنما عليها المطالبة بحقوق لبنان الكاملة وتخويف إسرائيل بنا”. وتحدث نصر الله عن “قدرة المقاومة على تعطيل العمل بأي منشأة نفطية بحرية إسرائيلية ترى السلطات اللبنانية أنها تشكل اعتداء على حقوقنا، وذلك خلال ساعات قليلة فقط”
مما من شك في أنّ النفط والغاز وموارد الطاقة هي من أهم عناصر الجذب التي تستقطب نفوذ الدول وصراعتها، لاسيّما منطقة الشرق الأوسط بأبعادها الإستراتيجية وبثرواتها الطبيعية وبممراتها المائية.ولقد شكّـلت منطقة الشرق الأوسط عامة، والمنطقة العربية على الخصوص، نقطة استقطاب إستراتيجية منذ سنوات طويلة للعديد من الدول، التي تتنافس في سباق محموم في الصراع على مصادر الطاقة، وكذلك جعل العديد من دول المنطقة ذات تأثير يتعاظم بأبعاده الجيوسياسية على خريطة التحالفات في منطقة الشرق الأوسط وهذا ما سيحتم في المستقبل على الدولتين اللبنانية والسورية التعاون لإيقاف التغطرس الصهيوني الأميركي ولعل إسقاط الطائرة F16 والتهديد الذي أطلقه السيد حسن نصر الله كان فرض لمعادلة توازن القوى كخطوة أولى في تحصيل الحقوق العربية للدولتين في نفط المتوسط
#حسين_راغب
#هل_يعزز_نفط_المتوسط_التعاون_السوري_اللبناني_في_وجه_إسرائيل
#التعاون_السوري_اللبناني_في_وجه_إسرائيل
#نفط_المتوسط