جلسة حوارية: المصالحة المجتمعية تقي من الانفجار القادم ضمن مسار “سوريا من وجهة نظر مجتمعية ومدنية” الذي تتعاون فيه #حركة_البناء_الوطني مع مراكز أبحاث روسية، استضافت الحركة يوم الأثنين ٧ شباط ٢٠٢٢، جلسة حوارية مع معهد الاستشراق في أكاديمية العلوم الروسية، بحضور كبير الباحثين في المعهد كونستانتين ترويتسف والمستشار في المركز الثقافي الروسي بدمشق وممثل المركز في #سوريا علي الأحمد، وبمشاركة مجموعة من الخبراء والباحثين والناشطين والإعلاميين.توزع الحوار في الجلسة على ثلاثة محاور أساسية، فدار المحور الأول حول التفاعل المجتمعي في بداية الأزمة عام 2011، ولفت فيه المشاركون إلى غياب #المشاركة_المجتمعية ومن خلفها حالة التوازن المجتمعي نتيجة الاحتكار الذي سبب تغييب #القوى_المجتمعية، وافتقاد المرونة والأدوات اللازمة للتعاطي مع الأزمة، ومحاولة الهويات الفرعية الصعود، في مقابل عدم الاتفاق على الهوية الوطنية الجامعة بوجود ثلاث تيارات (قومي عربي- قومي سوري- إسلامي) مما ولد عدم إحساس بالانتماء الوطني. كما كان اتسام الطابع العام بالشعبوية وبروز الخطاب المتطرف وبداية العنف وعدم وضوح الحراك والمشاركين فيه، دافعاً لخلق تخوف لدى الأغلبية الصامته، أدى لتمسكها بمؤسسات الدولة وابتعادها عن الاصطفافات السياسية (موالاة – معارضة)، كما ساهم غياب التنمية وأحزمة الفقر والضواحي ببروز ملامح صراع طبقي (ريف – مدينة).وعن توقع اندلاع الأزمة رأى المشاركون أنه رغم قدوم الأزمة وتداعياتها الواضحة لم يكن هناك تعاطياً جدياً مع أسبابها لاعتقاد أن المجتمع كان محصناً وقادراً على مواجهتها، ولكن تبين لاحقاً عدم واقعية هذا الاعتقاد. وركز المحور الثاني على الدروس المستفادة من تجارب المصالحة، وفي مقدمتها أن الاحتكار والرأي الواحد وعدم الاعتراف بالآخر غيّب الاحتياج لضرورة #المصالحة_المجتمعية الواسعة في العقلية الحكومية، مما أدى إلى أن تقتصر مسارات المصالحة على التسويات والقيادات المسلحة وهو نفس الأمر الذي استمر به الروس لاحقاً حتى المصالحات الحالية.ورغم أن هذه الجهود لم يكن بالإمكان القيام بها لولا ثقل القيادات المجتمعية المتوازنة إلا أن هذه القيادات تم تغييبها واستنزافها بمجرد عقد الاتفاقات، لهذا عبر المشاركون عن مخاوفهم من عدم وجود حوامل مجتمعية في ظل تآكل الموارد وغياب القوى والحوامل المجتمعية عند الحاجة لها لاحقاً، مما يترك المجتمع فارغاً من القيادات الفاعلة. كما تم التأكيد على أن المصالحة يجب أن تبنى على التوافق بين البنى الوطنية المختلفة، وعودة الأهالي إلى مناطقهم وتأكيد هذا الحق، ومشاركتهم في النشاط الإقتصادي المحلي بما يساهم بترسيخ المصالحات، مثلما حصل في ببيلا وبيت سحم بينما فشلت المصالحات في المناطق التي لم يعد أهلها إليها.أما المحور الثالث فدار حول التفكير بالإدارات المحلية لتفعيل وخلق قيادات مجتمعية قادرة على ملء الفراغ المحلي، ولكن الطريقة الأحادية التي يتم بها اختيار وانتخاب الإدارات المحلية تعيق المجتمعات عن تمكين قيادات جديدة فاعلة.وفي ظل الحاجة لمسار وطني إلى جانب المسار المحلي حتى لا تتحول المركزية إلى حالات انعزالية، ومع ضعف الأحزاب بشكل عام في العالم ومحلياً بلعب الأدوار الكافية على المستوى الوطني أكد المشاركون على أهمية المجتمع المدني لبناء مجتمعي قادر على خلق التمثيل في المستويات المحلية والوطنية وجمع المحليات المختلفة في إطار وطني جامع، بما يعالج حالة عدم التوازن من جهة، ويفعل القوى المجتمعية من جهة أخرى.في النهاية أكد المشاركون مخاوفهم من تكرار سيناريو 2011 ولكن بصورة انفجارية أكبر مما حصل، في ظل الرؤية الأحادية وعدم الاعتراف بحجم المشكلة وفقدان الموارد الاقتصادية وفجوة التعليم، واستنزاف القيادات المجتمعية- حتى الأهلية منها- وتحييدها، وحالة الانقسام المجتمعي الكبير، وكلها عوامل موضوعية كفيلة بحصول الانفجار، فالدروس الأساسية المستفادة مما مرت به سوريا هي ضرورة الاعتراف بالمشكلة، وحجم الخطر القادم، وخلق حالة التوزان المجتمعي، وإدارة التنوع، وإيجاد مرونة مجتمعية عبر تفعيل منظومة القيادات والإدارات المحلية، اما ترويتسف فأكد أن الاتحاد السوفييتي عند انهياره لم تكن تنقصه عوامل القوة والصلابة بل كانت تنقصه عوامل المرونة للتعامل مع المتغيرات. وفيما أبدى ترويتسف استعداد مركز الاستشراق لاستضافة مثل هذه الحوارات في موسكو، شكر رئيس حركة البناء أنس جودة مركز الاستشراق على هذه المبادرة، وأكد أن هذه الحوارات يجب أن تستمر وتتطور في الداخل السوري لاعتبارات عديدة في مقدمتها بناء حراك مجتمعي حول المجتمع المدني أولاً, وعدم التأثر بالعامل الخارجي ثانياً.#مجتمع_مدني #مصالحة #الهوية_الوطنية #الإدارة_المحلية