الدكتور حسين راغب لمشرق نيوز : أطالب قيادات ميليشا قسد أن تحكم منطق العقلانية والحكمة السياسية
كما عودتنا سورية بإنها دولة مولدة للأفكار الإبداعية والمناهج السياسية المرسومة وفق أسس وطنية وعروبية، كما أنها أيضاً تضع إهتماماتها بالأحزاب الوطنية التي تتأسس على أسس نضالية ووطنية حقيقية، لديها الشغف لتعبر عن رأيها السياسي والاجتماعي وترعى فئات الجماهير التي تؤمن بسياسة أحزابها وفكرهم الوطني و القومي، كما انها لاتترك حدثاً سياسياً يمر دون أن تعبر عن موقفها منه ودعمها لجهود الدولة السورية والجيش العربي السوري في استرداد كامل تراب الجمهورية العربية السورية وتحرير أراضيها المحتلة.
كان لموقع مشرق نيوز الإخباري لقاء مثمر وبناء مع رئيس حزب الإصلاح الوطني الدكتور حسين راغب، الذي أعطى الموقع ومتابعينه نظرة شاملة عن حزبه ومواقفه من عدة قضايا داخلية وإقليمية.
ابتدأنا لقائنا مع الدكتور حسين راغب بسؤالنا عن نشأت حزب الإصلاح الوطني وأهدافه، ليجيبنا : ترعرعت ونشأت في أسرة آمنت بتلازم العلم والعمل وقد حملت رسالة العلم والمقاومة ونشر الخير والإصلاح بين الناس، ونذرت نفسي لسعادتهم وخدمتهم امتثالاً لقوله تعالى : لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس” صدق الله العظيم.
بدأت فكرة الحزب منذ عام 2001 بالتزامن مع طرح سيادة الرئيس الدكتور بشار الأسد، لموضوع الإصلاح الوطني كأولوية في مختلف مجالات العمل، حيث تداعينا كمجموعة من الشخصيات الوطنية المثقفة، لتأسيس نواة حراك سياسي تحت عنوان (التجمع من أجل الديمقراطية والوحدة في سورية) ثم قمنا في عام 2006 بتأسيس حزب الإصلاح الوطني الديمقراطي الوحدوي، وبعد صدور المرسوم التشريعي رقم /100/ لعام 2011 المتعلق بقانون الأحزاب، قمنا بإعادة تصحيح فكري وتنظيمي لأهدافنا ومبادئنا في ضوء الحرب الاستعمارية على سورية، و استكملنا جميع الإجراءات القانونية آنذاك وصدر ترخيص الحزب من قبل لجنة شؤون الأحزاب في وزارة الداخلية، أما بالنسبة لأهدافنا فهي (الحرية، العدالة، مجتمع معرفي، التنمية المستدامة) وسيصدر قريباً كتاب يشرح الأسس النظرية لأهداف حزب الاصلاح الوطني.
ماهي قراءتكم للحضور الحاشد للمؤتمر التأسيسي الذي كان سابقة من نوعها لحزب نوعاً ما جديد في سورية من حيث الحضور، وجمعه لأطياف وشرائح المجتمع؟
باعتبار حزب الاصلاح الوطني حزب عقائدي يحمل ايديولوجية فكرية ذات بعد وطني قومي عروبي، فإن الإقبال والمشاركة من قبل أعضاء الحزب كان دليلاً على إيمان بقناعة الحزب وتوجهاته الفكرية والتنظيمية في مجال الإصلاح الوطني بمختلف المجالات، وأهمها السياسات الوطنية والعروبية والدولية، وللعلم بعد انعقاد المؤتمر التأسيسي توالت طلبات الانضمام لحزبنا من مختلف المحافظات السورية الحبيبة، وزادني فخر الثقة الكبيرة التي منحني إياها أعضاء الحزب بتولي مسؤولية رئيس حزب الإصلاح الوطني واتطلع لأكون عند حسن ظنهم في خدمة بلدنا ومجتمعنا.
بعد عدم محالفة الحظ لمرشحكم الدكتور هايك آغوب سروبيان في الفوز بمقعد دمشق الشاغر، ماهي تطلعاتكم للاستحقاقات القادمة؟
دخلنا الانتخابات ايماناً مننا بأهمية النهج الديمقراطي وأن أهم وظائف الحزب السياسي هو الانخراط بفعالية في المجال الانتخابي سواء لجهة تحفيز المشاركة السياسية أو التقدم بمرشحيه لأي انتخابات تجري وفق الدستور والأصول القانونية المرعية، فقام حزب الاصلاح الوطني بتقديم مرشحه الدكتور هايك آغوب سروبيان وفق الأصول الرسمية لكن لم يحظى بفرصته للفوز بهذه الانتخابات لأسباب متعددة لامجال لذكرها، وستكون توجهات حزبنا في أي انتخابات قادمة هي أفضل تجسيد لمبدأ السيادة الشعبية، لأن عضو مجلس الشعب لايمثل حزبه أو دائرته فقط، بل يمثل الشعب بأكمله وفقاً للدستور وتحديداً المادة 58، يمثل عضو مجلس الشعب الشعب بأكمله.
من خلال تجربتي في عضوية مجلس الشعب السوري للدورين التشريعيين الأول والثاني، قبل أن أكون رئيساً لحزب الاصلاح الوطني، آمنت بأهمية دور عضو المجلس في الجانب الخدمي وبممارسة الدور الإصلاحي والرقابي على أداء السلطة التنفيذية، من أجل تلبية تطلعات الشعب ومعالجة مشاكله بعيداً عن المصالح الأنانية.
وفي تطرقنا للحديث عن رؤية حزب الاصلاح الوطني لملف قسد في الشمال السوري باعتباره من أخطر الملفات الانفصالية في الشمال، أجاب راغب :
إن ميليشيا قسد المسلحة قامت خلال السنوات الماضية وبدعم أمريكي وتواطؤ عربي، باحتلال الكثير من المناطق السورية والمؤسسات العامة والخاصة في الشمال الشرقي من سورية، وقامت بمختلف الجرائم ما أدى الى تهجير العديد من المواطنين الذين عانوا من الترهيب بسبب مطالبهم باستعادة الدولة والجيش العربي السوري للأمور وطرد كافة أشكال الإرهاب والاحتلال من تلك المنطقة، ومن موقعي كرئيس حزب الاصلاح الوطني أطالب قيادات ميليشا قسد أن تحكم منطق العقلانية والحكمة السياسية التي أرسى دعامتها سيادة الرئيس بشار الأسد من أجل إفساح المجال للحوار الوطني لمعالجة المشاكل والتحديات كافة، ويجب أن تتخلى عن السلاح وتوجهاتها الانفصالية والانخراط في حوار بناء وشامل مع الدولة السورية ضمن ثوابت وطنية.
_ماهو مستقبل الشمال السوري وفق رؤيتكم في ظل تحركات تركية باعتبارها تسعى لاقامة منطقة آمنة في الشمال؟
نتابع في حزب الإصلاح الوطني بشدة التصريحات العدوانية للنظام التركي لما يسمى “بالمنطقة الآمنة” في الشمال السوري، والاعتداء المتكرر على الأراضي السورية والتي أودت بحياة العديد من المواطنين الأبرياء وتهجير أعداد أخرى، ونؤكد أن التهديدات العدوانية للنظام التركي انتهاك سافر للقانون الدولي ولسيادة ووحدة أراضي الجمهورية العربية السورية، وتتناقض مع مخرجات مسار آستانا كونها تهدد أيضاً السلم والأمن الدوليين.
في ظل التحديات التي تواجهها القضايا العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية، ما هو موقفكم من هذه القضايا؟
صدر مؤخراً كتاب لي بعنوان (دوحة الفكر السياسي) تناولت في أحد فصوله، المشروع العربي المعاصر، ووضعت فيه رؤية حول سبل إعادة النهوض بالمشروع القومي والعربي برؤية حضارية معاصرة، أكدت فيه على مفهوم العروبة الحضاري، وأن مصلحة أي دولة عربية أو قوى سياسية وطنية هي الانخراط في فضائها القومي اجتماعياً وسياسياً وأمنياً، فتدهور الأمن في أي دولة عربية يشكل بالضرورة تهديداً للأمن القومي العربي.
بالنسبة للقضية الفلسطينية باعتبارها جوهرة الصراع العربي الصهيوني، فإننا نحذر دائماً من الانجرار وراء مشاريع التسوية المشبوهة وأن تتعاون القوى الوطنية والشعبية على كامل مساحة الوطن العربي، من أجل استعادة الحقوق العربية المغتصبة وفي مقدمتها حقوق الشعب الفلسطيني ومقاومة كافة أشكال التطبيع.
زيارات عدة قمتم بها الى عدة دول اقليمية ودولية على ماذا تستند علاقاتكم المميزة مع هذه الدول؟
حزب الإصلاح الوطني يؤمن بضرورة التواصل والتنسيق مع كافة القوى الوطنية والفعاليات السياسية التي تتبنى قضايا وهموم المنطقة والانسانية جمعاء، ونشجع على ضرورة التواصل المعرفي والحضاري لتنمية العلاقات الثقافية بين الأحزاب بما يخدم التراث الإنساني العالمي المشترك.
بينما الأسس التي نرتكز عليها في علاقاتنا الخارجية تستند على ضرورة احترام مقاصد ومبادئ الأمم المتحدة في إحياء العلاقات الودية بين الدول والقوى السياسية والمجتمعية بمختلف المجالات وعدم التدخل في شؤون الدول الداخلية وحل النزاعات بالطرق السلمية وصولاً إلى عالم يسوده السلام والعدل والديمقراطية، كذلك نؤمن بأهمية تعميق العلاقات الخاصة مع الأحزاب والتيارات السياسية في الدول الشقيقة والصديقة التي وقفت الى جانب الجمهورية العربية السورية في حربها ضد الإرهاب التكفيري لبناء أوثق الصلات معها على قاعدة الاحترام المتبادل والتعاون البناء.