نشرت قبل عام تقريبا من الآن سلسلة بوستات تحت عنوان… العصفورية كنوع من الكوميديا الجادة.
و توقعت لاحقا انه لا حاجة لنشر المزيد.. ظناً مني إنه بعد هذه الظروف الراهنة سوف يكون للتعقل حضور و للمحاكمة الذهنية الدور الأساس في اتخاذ المواقف
و لكن
لم يكن ظني في مكانه….
ما زالت اجواء العصفورية تملأ الارجاء و منها…
عصافير لا تجد نفسها إلا بأعلى الاغصان بغض النظر عن أي اعتبار.
فإذا كان طبيباً فهو الاقدر على أن يكون وزير صحة و لذلك لا يعجبه اي زميل يستلم المهمة و يبدأ ب (القواص) عليه منذ اليوم الأول.
و إذا كان محامي متخرج حديثا يجب أن يكون وزيرا للعدل أو نقيب محامين أو مدير الدائرة القانونية في وزارة الأوقاف.
و إذا كان ناشط سياسي ( ع الضيق) يجب أن يصبح معلم الجميع و يعطي توجيهات للحكومة
أما الذي لديه حاكورة خس أو بطاطا فقطعاً بنظره يجب أن يكون وزير للزراعة أو رئيس الاتحاد الرياضي
و يستمر مسلسل العصفورية كأن يكتب أحدهم مقالاً عن الليرة ثم يعاتب المركزي بعد 34 دقيقة لماذا لم ينفذوا مقترحاته.!!!
أو أن ينبري جهبذ في العلاقات الدولية و يسأل لماذا لم يتحسن واقع الكهرباء في سوريا خلال زيارة السيد الرئيس إلى الصين (خلال الزيارة بنفس اليوم و ليس بعدها) و يحكم بأن الزيارة لم تأتي بالنتائج المرجوة…
أما العصفور الغريد له شأن آخر…
هو يغرد لكل وزير مادحاً إذا قام الوزير برفع إبطه أو عطس… مشيداً بإنجازات العطسة على المستوى الوطني بأن دليل على خلو سوريا من الكورونا … بينما في المجالس الخاصة…. (يشرشحه) إذا لم يوقع له الورقة أياها…
يا عصافير بلادي
هناك فرق بين التغريد و الشنهقة
إلى اللقاء مع عصافير أخرى قريبا