أكدت وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل ريمه قادري أهمية تضافر جميع الجهود الحكومية والأهلية لدعم المرأة السورية منوهة بصمودها وقوتها في مواجهة الحرب الإرهابية التي تتعرض لها سورية رغم كل الصعوبات الاقتصادية والاجتماعية التي فرضت عليها نتيجة تلك الحرب.
وخلال مؤتمر صحفي اليوم بمناسبة اليوم العالمي للمرأة أشارت قادري إلى أن المرأة السورية لم تبخل على وطنها بأي شيء لأنه أغلى من أي شيء مبينة أنها رغم صعوبة الظروف كانت مؤثرة وفاعلة في حث أبنائها على الدفاع عن الوطن كما كانت مولدة للدخل ودخلت مختلف مجالات العمل فكانت هي التي تعطينا الحماس بما تمتلكه من إرادة وتحد للظروف.
وأوضحت قادري أن المرأة السورية قدمت خلال الأزمة نوعا آخر من التصدى من خلال عملها الجدى والدؤوب حيث خرجت عن النمطية موجهة رسالة تقدير للسيدات السوريات اللواتي ترجمن الصمود وقدمن نماذج مشرقة من النجاح والإنتاجية والعمل.
ولفتت الوزيرة قادري إلى أن مسيرة الدعم التي تقدم للمرأة تثمر بشكل كبير لأن السيدة السورية متلق إيجابي استطاعت أن تتخلص من آثار الأزمة وأن تكون معيلة لأسرتها وداعمة للوطن.
بدورها قدمت رئيسة الهيئة السورية لشؤون الأسرة والسكان هديل الأسمر خلال المؤتمر خطة عمل الهيئة ومشاريعها للمرأة خلال العام الجاري الذي تعمل به الهيئة عبر شعار أن يكون عاما مميزا لقضايا المرأة موضحة أن أهم المشاريع اليوم هو افتتاح أول وحدة لحماية الأسرة بشكل عام ومخصصة للأم والطفل بشكل خاص الهدف منها لعب دور في حل مشاكل النساء والأطفال المعنفات إضافة إلى التأهيل المهني وحل ودراسة أسباب العنف والحفاظ على تماسك الأسرة.
وبينت الأسمر أن الهيئة تعمل أيضا على رسم ملامح لاستراتيجية وطنية لمناهضة العنف بكل أشكاله ضد النساء وخاصة اللواتي في مناطق وجود الإرهاب إضافة إلى إعدادها دراسة حول بعض مواد القانون الخاصة بالمرأة التي تحتاج إلى تعديل لمصلحة المرأة مؤكدة أن القانون السورى ينسجم مع الدستور السوري ولا يميز بين الرجل والمرأة كما أن الهيئة أطلقت برنامجا لتمكين النساء القياديات في أماكن العمل بالتعاون مع وزارة التنمية الإدارية.
من جانبها بينت رئيسة الاتحاد العام النسائي رغدة أحمد أن رؤية العمل تنطلق من محاربة الفكر التكفيري والحفاظ على هويتنا وتراثنا الحضاري الذي يريد الإرهاب استهدافه وكانت المرأة السورية صامدة وقوية فى مواجهة الإرهاب وغيرت أولوياتها وانخرطت في الدفاع عن وطنها وقدمت كل ما يعزز صموده ويجب تقديم كل الدعم لتفعيل دورها.
كما استعرضت النشاطات والبرامج التى يقدمها الاتحاد للمرأة السورية عبر مختلف الروابط والوحدات التابعة له مؤكدة أهمية دور المرأة وصمودها في مواجهة الحرب الإرهابية والتغلب على الصعاب التي فرضتها تلك الحرب.
وبينت أحمد أن الاتحاد أقام عدة أنشطة تتعلق بدعم المرأة ولاسيما في مجال التدريب والتأهيل إضافة إلى تأمين المشروع وتأمين المواد من خلال التشاركية والتعاون إضافة إلى عدد من الأنشطة والبرامج الخاصة بأسر الشهداء وجرحى الجيش العربي السوري والاهتمام بالمرأة والطفل عبر رياض الأطفال التابعة للاتحاد وعددها 179 روضة والتي أطلق فيها مشروع لنغرس بأسماء الشهداء حيث غرس خلال ثلاثة أشهر نحو 11700 غرسة وأقام الاتحاد 139 مشروعا مدرا للدخل و18 مركزا إنتاجيا تدعم عمل المرأة في هذه المراكز سواء داخل المنزل أو في المراكز إضافة إلى تقديم القروض لافتة إلى أن كل الخدمات تقدم لأسر الشهداء مجانا.
من جانبها أشارت الدكتورة نهلة عيسى من كلية الإعلام بجامعة دمشق إلى دور المرأة السورية خلال سنوات الحرب الإرهابية على سورية وتحديها للإرهاب التكفيري ومشاركتها في الدفاع عن وطنها عبر المشاركة في عدة مؤتمرات دولية لفضح حقيقة المؤامرة على سورية وإيصال صوت المرأة القوية الصامدة.
بدورها لفتت مستشارة العمل في وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل رشا حركوش إلى أهمية إيمان المرأة السورية بإمكانياتها وقدراتها لتحقيق ذاتها وبناء أسرتها ونجاحها في الفرص التي تقدم لها مؤكدة أن المرأة في مختلف مواقع العمل هي قدوة وداعم للنساء الأخريات.
وحول دور الجمعيات الاهلية في دعم النساء عبر برامج تدريبية وتنموية ذكرت عبير علبي من جمعية “حفظ النعمة” أن الجمعية عبر عدد من المشاريع ومنها مشروع “كفالة الأسرة” تسهم في الدعم الاقتصادي والاجتماعي للأسر المستهدفة إضافة إلى تطوير مهارات السيدات عبر تنفيذ دورات تدريبية ومشاريع إنتاجية صغيرة مشيرة إلى ما تمتلكه المرأة السورية من مهارات مبدعة.
وتم خلال المؤتمر تكريم عدد من السيدات اللواتي استفدن من المشاريع والبرامج التي تقدمها عدة جمعيات أهلية وكن نموذجا للمرأة السورية المعطاءة والمبدعة التي تحدت الظروف الصعبة.
وعبرت النساء المكرمات عن شعورهن بالفخر مشيرين إلى أن التكريم يقدم دعما نفسيا كبيرا لهن للاستمرار بتطوير مهاراتهن وبناء أسرهن حيث بينت أمينة محمد وهي أم شهيد أن الدعم والمساندة التي قدمت لها من قبل جمعية الغادة من خلال برامج تدريب حول إعادة التدوير إضافة إلى الرعاية التعليمية والصحية لأسرتها.
وأشارت عبيدة كبارة إلى أهمية الدعم النفسي ودورات التواصل الاجتماعي التي قدمت لها كونها إمراة مهجرة ومعيلة لأسرتها من قبل جمعية “حفظ النعمة” حيث أسهمت هذه الدورات في تعزيز الثقة بالنفس وتجاوز آثار الحرب وبث روح التفاؤل لديها كام ولأطفالها أيضا في حين لفتت حنان خيمي إلى أن الخدمات التي تقدم من مختلف الجهات الأهلية والحكومية تسهم بتخفيف الأعباء عن الأسرة لاسيما الأم المعيلة.